Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

ما حكاية زعبيّة و ما سرّ حملة « لعّب زعبيّة » ؟

zaabia
تابع الجمهور الحاضر بملعب رادس إثر إنتهاء مبارة رابطة أبطال إفريقيا التي جمعت الترجي الرياضي بنظيره الغيني نادي حورويا كوناكري السّبت الفارط بقاء اللّاعب محمد نورالدين زعبيّة لوحده على دكّة البُدلاء دون الإلتحاق بحجرة الملابس صحبة بقيّة اللّاعبين و الطّاقم الفنّي، و هذا ما سمح لصُحفيّ فريق الأحد الرّياضي بالإقتراب منه طارحًا عليه سؤالين لم يجب عليهما زعبيّة، بل فضّل السّكوت و النّظر إليه دون الإدلاء بأيّ تصريح حول وضعيّته مع المدرّب فوزي البنزرتي ـ
لكنّنا فوجئنا بعد يوم و نيف بتصريحات اللّاعب يُؤكّد من خلالها عدم رضاه عن وضعيّته بالفريق مُهدّدا بالرّحيل في جوان المُقبل ـ

تصرّفات زعبيّة و تصريحاته تستدعي طرح بعض الأسئلة عليه بكلّ موضوعيّة
ــ هل الإمضاء مع أيّ نادي مُحترف يعني أن تلعب أو تشارك في كلّ المُقابلات بصفة آليّة ؟
ــ أليس من الإحتراف تقبّل إختيارات المُدرّب بصدر رحب و بروح رياضيّة عالية ؟
ــ أليس من الإحتراف الإعتراف بمبدء التّنافس الشّريف بين اللّاعبين في نفس المجموعة ؟
ــ ثمّ أليس من الأخلاق العالية التّنويه بدور رفاقك الذين إختارهم المُدرّب لخوض المقابلات و تشجيعهم و مشاركتهم أفراح الإنتصار ؟
ــ أليست كرة القدم لعبة جماعيّة طويلة المدى يتألّق فيها البعض عن البعض الآخر و أنّ لكلّ لاعب فرصة، بل فُرص عديدة للتّألّق ؟

نحن، كأحبّاء الترجي و من موقِعنا هذا، قد نتفهّم الحسرة التّي تنتاب كلّ لاعب يمضي بعض المباريات على دكّة البُدلاء دون اللّعب و لو لبعض دقائق، كما نتفهّم حرص كلّ لاعب دولي على ضمان إستمراريّة الظّهور لتعزيز أحقيّته على مستوى المنتخب، و هذا مشروع و منطقيّ ـ ثمّ على المستوى الشّخصي، قد يضع اللّاعب الجانب المادّي في مرتبة ثانية (وهو من تحصيل الحاصل بموجب العقد) مُقارنةً بمشاركاته الفعليّة في المُقابلات التّي قد يراها أيّ لاعب مُحترف أهمّ شرط لنجاحه الرّياضي ـ كلّ هذه الجوانب قد تُعكّر صفو العلاقة بين اللّاعب و ناديه و هذا ما وصلت رسالته عبر ما سمعناه من أخبار عن « حادثة » بين البنزرتي و زعبيّة خِلنا أنّها دخلت طيّ التّاريخ بِمجرّد وجود الدّولي اللّيبي ضمن قائمة ال18 لوَرقة مبارة حورويا كوناكري ـ

لكن يبدو أنّ زعبيّة قد أخطأ مرّتين : أوّلا في سوء تقديره لِشرف الإنتماء للترجّي الرياضي التّونسي و ثانيًا عند إعتبار نفسه « ميسّي » العرب الذي جاء لإنقاذ الفريق بمهاراته و أهدافه و تمريراته الحاسمة ـ ما يجب أن يفهمه زعبيّة هو أنّ الترجّي مؤسّسة وجب إحترامُها دون قيد أو شرط و أنّ الإنضباط و التّواضع هما المقاييس المفروضة على كلّ اللّاعبين، سِيّما المُحترفين مِنهم ـ الإنضباط يعني قبول كلّ القرارات و الإختيارات الفنيّة دون إستثناء ـ نحن لا نشكّ لحظةً واحدة في أنّ المُدرّب قد يحرم نفسه و فريقه من خدمات لاعب بإمكانه إعطاء الإضافة ـ نحن لا يُمْكننا أن نقِف ضدّ المصلحة العامّة للفريق لِغاية إرضاء هذا اللّاعب أو ذاك، خاصّة إذا كان اللّاعب لا يزال يبحث عن التألّق بعد مناسبات عديدة ـ لمن ينسى أو يتناسى نُذكّر أنّ زعبيّة شارك في 11 مقابلة في البطولة و مبارة وحيدة في الكأس (على إمتداد 86 دقيقة ضدّ نادي كرة القدم بالحمّامات) أي بمجموع 644 دقيقة ـ حتّى نكون موضوعيّين في تقييمنا دَعنا نطرح مُقارنة بينه و بين لاعبين آخرين بالترجّي وهما اللّاعب مُنصر و اللّاعب رجايبي ـ محمد علي نال 558 دقيقة من اللّعب في حين إكتفى الرجايبي بما قدره 542 دقيقة طوال هذا الموسم ـ أيّ أنّ زعبيّة تمتّع بأكثر وقت من اللّاعبين المذكورين ـ

فلماذا يردّ زعبيّة بهكذا ردود أفعال عبر تصريحاته الأخيرة للصّحافة اللّيبيّة و كأنّه ظُلِم أيّما ظُلمًا ؟ ثمّ الأهمّ من هذا، ما سرّ هذه الحملة التي نشاهدها منذ يومين على صفحات التّواصل الإجتماعي ؟ من يُحرّك مثل هذه الحملات و لِصالح من ؟ إذا تجرّءَ زعبيّة و خلق مُشكلا من لا شيئ فماذا عن البعض الآخر من اللّاعبين الذين فعلا لم يشاركوا سوى ردهات من مقابلات لم تتعدّى أصابع اليد الواحدة أمثال الجلاصي و بن محمّد و الڤاسمي و غيرهم ممّن ينتظر نصف الفرصة التي أُتيحت لزعبيّة؟ هل هو أفضل منهم ؟ هل كان في مستوى الإنتظارات حين شارك في المُقابلات و هل أحرز أهدافا عديدة ؟

هذه تصرّفات تدلّ على ضُعف شخصيّة اللّاعب و قلّة خبرته و تُبرز خاصّة غرورا لا مُتناهيا و الأدهى هي تلك المواقف و التّعليقات من بعض الأطراف التي تنساق وراء سخافات نحن في غِنًا عنها مع الدّخول في منعرج حاسم في البطولة و الكأس و خاصّة أيّاما قبل لقاء العودة في دور ال16 لرابطة أبطال إفريقيا، دور ماقبل المجموعات و يبقى هذا الرّهان، مع غيره من الرّهانات، أكبر من أيّ إعتبارات أخرى ـ نحن نتمنّى أن يكون كلّ اللّاعبين على أتمّ الإستعداد لرفع كلّ التحدّيات بعيدا عن الحسابات الضيّقة التي لا تغني و لا تُسمن من جوع ـ
عندما نتحدّث عن الترجّي فلا مجال للحديث عن إسمٍ بعينه مهما كان علوّ كعبه و الأمثلة عديدة ممّن سوّلت له نفسه سابقًا التّعالي على الترجّي الرياضي ـ
مصير الترجّي لا يقف عند لاعب واحد مهما كان حجمه و هذه هي رسالتنا لزعبيّة ـ إن تقبّل هذا الوضع و عاد للجادّة فأهلا و سهلا، و أمّا إن رفض فليعلم أنّه لا يوجد على وجه الأرض من يتكبّر على الترجّي و أوّلُهم محمد نورالدّين زعبيّة ـ

Espérance-de-Tunis.net هيئة تحرير موقع

Ecrit par

Rechercher sur le site