التّرجّي يناديكم

انّ ما يكنّه ملايين التّونسيّين من عشق للأحمر و الأصفر أمر مفروغ منه ولا يحتاج اثباته الّا النّظر الى عشرات الشّواهد و الأحداث الّتي ضرب فيها آلاف التّرجيّين مثلا للتّضحية و التّفاني في سبيل القلعة الحمراء و الصّفراء و أبسطها تميّز فريق باب سويقة بأكبر عدد من المشتركين لمشاهدة مبارياته. غير أنّ الاشتراك لا يمثّل بحدّ ذاته عطاءا خالصا للجمعيّة باعتبار تمتّعنا مقابله بمجّانيّة الدّخول الى الملعب و متابعة أسطورة كرة القدم التّونسيّة كلّ ما كان المنظّم لمبارياته. لذا تشكّل عمليّة الانخراط أرقى مظاهر الوفاء للتّرجّي حيث لا يجني منها المحبّ سوى متعة الانتماء الفعلي لهذه الجمعيّة الخالدة وهي متعة تجمع قلوب ملايين التّونسيّين غير أنّها تفقد معناها ان لم يقع تكريسها بانخراط يخلّد اسم صاحبه في السّجلّات الرّسميّة الدّائمة للفريق و تجعله صاحب قرار فيه. باعتبار هذا المنطق و اضافة لقرب انعقاد أهمّ جلسة عامّة في تاريخ الفريق، فانّ كّلّ التّرجّيّين مدعوّون للمساهمة في هذا الحدث ولن يعتبر ترجّيّا حقّا من لم يفز بانخراطه و يساهم في انجاح هذا الموعد

يا ملايين التّرجّيّين، انّ الجلسة العامّة الخارقة للعادة المنتظرة تشكّل لهذا الجيل هديّة لا تقدّر بثمن، حيث تمنحنا فرصة الدّخول لتاريخ التّرجّي كما دخله من قبلنا محمّد الزواوي و أصحابه حين أسّسوا هذا الصّرح العملاق. أجل، سيكتب التّاريخ أنّ منخرطي و فقط منخرطي التّرجّي الرّياضي، قد اجتمعوا ليلة 25 أوت وقرّروا كذا و كذا لفريقهم، سيكتب التّاريخ هذا و سيقول المحظوظون منّا لاّبنائهم يوما ما: أجل كنّا هناك و قرّرنا هذا لفريقنا. انّ هذا الجيل من أحبّاء القلعة الحمراء و الصّفراء لمحظوظ حقّا و لا أتصوّر أحدهم يفرّط في هكذا شرف بارادته

انّ الانخراط في الجمعيّة هذه الأيّام اضافة لكونه شرف، فهو واجب مقدّس على كلّ مكشّخ، نعم، واجب علينا لنجعل من هذه الجلسة العامّة الخارقة للعادة درسا لكلّ الفرق التّونسيّة من حيث الاقبال و المسؤوليّة في اتّخاذ القرارات. أجل واجب مقدّس لنجعل من التّرجّي الرّياضي الفريق ذو الأكبر عدد من الانخراطات في تونس و نجعل كلّ وسائل الاعلام تتحدّث عن ذلك باعجاب لقدرة القلعة الحمراء و الصّفراء على تحريك الجماهير. يا من لا تتركون فريقكم وحده و لو سافر لآخر الدّنيا، التّرجّي يناديكم لتنخرطوا، يا مجموعات الأحبّاء الّتي ضربت أمثلة في روعة الاخلاص لفريقهم، الترجّي يناديكم لتنخرطوا، يا من يهوّنون كلّ غال و رخيص من أجل فريقهم، التّرجّي يناديكم لتنخرطوا، يا من ترتعش قلوبهم كلّ ما شاهدوا اللّون الأحمر و الأصفر، التّرجّي يناديكم لتنخرطوا، يا ملايين التّرجيّين فريقكم بحاجة اليكم فانطلقوا لعزّته

انّ باب الانخراطات قد فتح منذ يوم الاربعاء و سيظلّ كذلك الى يوم الاثنين القادم، تباع الانخراطات كلّ يوم من العاشرة صباحا الى الرّابعة مساءا بشبابيك الحديقة و بسعر لا يتجاوز 30 دينارا للانخراط الواحد. فهلمّوا ولا تبخلوا على فريق لم يتخلّى يوما عن اهدائكم أروع الفرحات و الانتصارات. و احذر يا محبّ التّرجّي أن تتخاذل و تقنع نفسك بعذر أنّ العديد غيرك سيقومون بالواجب فأنت بذلك تخون التّرجّي و هو أمر نعرف جميعا و يقينا أنّك لا و لن ترضاه. انّ أسطورة التّرجّي الرّياضي كتبها رجال و أجيال و التّاريخ يمنحنا اليوم فرصة أن نكون من ضمن هذه الصّفوة فلا تضيعوها. عاش التّرجّي الرّياضي التّونسي رمزا للنّصر و الامتياز، عاش الملايين من التّرجيّين الّذين يصنعون عزّته