قد تكونون أنتم متابعينا التونسيين تفاجأتم بمحتوى مقالنا الذي أعلنا فيه انتقال بركات للترجي الرياضي التونسي. فقد عرفتم عنا النزاهة والأمانة في نقل الأخبار. و لو كنا في أفريل لاعتقدتم أنها كذبة أفريل. بالطبع كل ما جاء في المقال السابق من وحي الخيال وإن عرفنا السبب بطل العجب. فالمراد من هذا المقال الرد على الحرب الإعلامية التي وقع شنها على الترجي بجميع مكوناته إطارا فنيا و إداريا ,لاعبين وجماهير. كما هدفنا أيضا إلى ابراز سهولة ترويج الأكاذيب والخزعبلات عبر شبكة الأنترنات أو عبر أعمدة الصحف الرخيصة. والمؤكد أنه بإمكاننا أيضا استعمال هذه الوسائل الدنيئة لولا ترفعنا عنها.
فمع اقتراب مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال بين الأهلي و الترجي ابتدأ النادي الأهلي و الإعلام المصري حربا إعلامية وبسيكولوجية قذرة الهدف منها التشويش على لاعبي الترجي وطاقمه الفني.
فتارة تخبرنا وسائل الإعلام المصرية أن مايكل انرامو سينضم إلى النادي الأهلي و طورا آخر يخرج علينا حسام البدري ليشكك مسبقا في نزاهة التحكيم الليبي. وحجته في ذلك أن النادي الأهلي أزاح ناديا ليبيا في تصفيات رابطة الأبطال الإفريقية
وقد تواصلت هذه الحملة المغرضة أثناء المباراة بسابقة في عالم الإعلام: التزوير على المباشر وذلك عندما حاول المخرج المصري للمباراة تصوير جمهور الترجي على أنه زمرة من المتوحشين و المجرمين بتركيب منحاز , دنيء وغير شريف لصور ما حدث بملعب القاهرة.
ولم تنته هذه الممارسات مع نهاية المباراة فمباشرة بعد نهايتها ابتدأ البدري في التشكي و التذمر من تحكيم أهداه فوزا لم يكن يحلم به.
وينطبق هنا تماما المثل القائل : »إن لم تستح فافعل ما تشاء ».
وتواصلت الحيل والخزغبلات فمنذ الإعلان عن إسم حكم مباراة الإياب تجرأ البدري وتذمر من جديد من تعيين الحكم الغاني معلنا تخوفه منه و مبديا رغبته في تعيين حكم جنوب إفريقي. ومن المؤكد أن نجاحه في التأثير على الحكم الليبي قد شجعه على المضي قدما في مثل هذه الممارسات.
وقد طفح الكيل هذا الأسبوع فمع اقتراب المباراة الحاسمة ازدادت الأكاذيب حدة. فهاهم يعلنون أن أندرلخت البلجيكي يريد الفوز بخدمات مايكل انرامو. وعندما نعرف أن النادي البلجيكي يريد انتداب لاعب الأهلي أحمد فتحي يمكننا أن نستنتج مصدر هذه الإشاعة.
وأخيرا وليس آخرا، و دائما حسب نفس المصادر، ها أن الزمالك المصري يعرض على الدراجي المليارات للفوز بخدماته. وبالطبع هذا الخبر عار من الصحة فمن المستحيل أن ينتقل الدراجي للعب في ناد مصري وهو الذي يطمح للعب في أعتى البطولات الأوروبية.
وكما هو متوقع، ستتواصل هذه الحملة حتى نهاية المباراة وربما تتواصل بعدها خاصة إذا لم يتمكن الأهلي من العبور إلى النهائي القاري.
وإن لم تنطل هذه الخزعبلات على الترجي و على جماهيره إلا أنها أثرت مباشرة على الحكم الليبي الراعي مما جعله يغير وجه المباراة و يثير حفيظة الجماهير التونسية ليحدث ما حدث.
ولنا في الأخير أن نبدي أسفنا مما أتته ومما ستأتيه شرذمة ضالة من الصحفيين المصريين مدفوعي الأجر أو حاقدين موتورين تخلّوا عن رسالتهم الإعلامية النبيلة مقابل الدخول في مهاترات ومخادعات لا تشرف مهنة سمتها الأساسية البحث عن الحقيقة وإيصالها للناس, وبالطبع لا نريد أن نعمم ملاحظاتنا على كل الصحافيين المصرية فأغلبهم من الشرفاء و النزهاء.
ولنا أيضا أن نبدي امتعاضنا من مدرب تخلى عن مهمته التربوية والتأطيرية ليرفع شعار « الغاية تبرر الوسيلة ».
ولنا آخرا أن نؤكد على أن هذه الألاعيب القذرة و المكشوفة لن تمس من إصرار الترجي على المرور للمباراة النهائية ولن تقلل من تركيز و لحمة لاعبيه و رد الترجي و جماهيره سيكون على الميدان لا في أعمدة الصحف الرخيصة
وليد بن صالح