شهدت مبارة الجولة الثالثة إياب لبطولة الرّابطة المحترفة الأولى بين الترجّي الرياضي و النّادي البنزرتي و التي دارت بملعب رادس احداث عنف و قمع مارستها قوات الأمن على جماهير فريق باب سويقة خلال اللّقاء بتعلّة إشعال الشماريخ.
الكلّ شاهد، على عين المكان و من خلال شاشة التلفزيون، مدى الإفراط الذي تعامل به الأمن في التعاطي مع أجواء المدارج. طبعا لا يختلف إثنان حول دور رياضة كرة القدم و تأثيرها على الشباب و لا يستطيع أحد تجاهل وقعها على المولعين منهم بفرقهم في علاقة بطريقة التشجيع و التفاعل مع مجريات اللّقاء و كلّ هذه الأجواء التي لم تعد سرّا لجميع الأطراف المتداخلة في كرة القدم.
و ما حصل في ملعب رادس عشيّة السَّبْت من طرف عناصر الأمن، أعوان و مسؤولين، جاء ليأكّد حالة التوتّر التي إنطلقت منذ الإعلان عن إلغاء لقاء ترجّيي تونس و فلسطين و التعامل القمعي الذي لقيه جمهور الترجّي الرياضي التونسي منذ يوم خروجه للإحتجاج على صنسرة الدّخلة ثمّ منعها الى حدّ دفع مسؤولي النّادي الى إلغاء اللّقاء. أجواء عشيّة السبت بملعب رادس لم تكن مُغايرة و لم تكن هناك أعمال شغب بين الجماهير سوى إشعال الشماريخ و إلقاء البعض منها على المضمار مثلما حدث سابقا و لم يتدخّل الأمن في كلّ مرّة.
فلماذا هذه الحدّة و هذا العنف و هذا الكمّ الهائل للغاز المسيل للدموع ؟ لماذا كلّ هذا الإفراط ؟ و ما ذنب باقي الحضور و اللّاعبين و الحكّام و كلّ من كان حاضرا في ملعب رادس ؟ هل هكذا يكون التعامل مع إلقاء شماريخ ؟ و هل كان من المفروض اللّجوء الى الغاز ضدّ جانب صغير من فيراج الترجّي بتلك الطريقة ؟ نحن اليوم نحتجّ بشدّة ضدّ هذا التعامل القمعي و نرفع أصوات الإحتجاج الى الساهرين على كرة القدم من جامعة و رابطة و نُحمّلهم مسؤوليّة ما تعرّض له جمهور الترجّي دون إستثناء مسؤوليّة وزارة الداخليّة مُندّدين بعودة القمع و الظّلم الذي لا طائل منه سوى المزيد من الإحتقان و توتير الأجواء.
عن هيئة التحرير / أ- مامي

