إكتفى الترجّي الرياضي بنقطة التعادل أمام مُلاحقه في الترتيب النّادي الرياضي الصفاقسي (1-1) إثر اللّقاء المُتأخّر لحساب الجولة التاسعة الذي جمعهما على ملعب رادس عشيّة السبت الماضي. و كان بن يوسف قد إفتتح التسجيل في الدقيقة 44 قبل أن يُعدَّل العوّاضي النتيجة مطلع الدقيقة 85.
مجموعة الترجّي شهدت عودة الخنيسي كأساسي و كذلك الجويني على دكّة البدلاء بعد أن تعافيا من إصابتهما فكانت التّشكيلة الأساسيّة مُتكوّنة من الجمل في حراسة المرمى، الشعلالي، شمّام، الذوّادي و الطّالبي في الدفاع، كوليبالي، كوم و ساسي في خطّ الوسط، البدري، بن يوسف و الخنيسي ثلاثي الهجوم برسم 3-3-4.
من جانبه، نزل النّادي الصفاقسي بتشكيلة شهدت رجوع الجريدي في حراسة المرمى، رباعي دفاع متكوّن من المثلوثي، مرياح، عمامو و بن صالح، خطّ وسط بثلاثة لاعبين و هم العوّاضي و سوكاري و اللواتي وراء شوّاط و المرزوقي في المساندة لندووي برسم 1-2-3-4.
لم تمضي دقيقة عن صافرة هيثم قيراط حتّى أتيحت الفرصة الأولى لأبناء باب سويقة حين مرّر ساسي كرة بينيّة للخنيسي على مشارف دفاع الضيوف لكن هذا الأخير صوّب بقوّة في الشباك الجانبيّة لمرمى الجريدي (د1). أبناء عاصمة الجنوب ردّوا بسرعة عن طريق هجمة سريعة إنتهت عند شوّاط الذي كاد أن ينفرد بالحارس علي الجمل لولا تدخّله على المهاجم خارج المنطقة و الذي كلّفه الإنذار الأوّل في اللّقاء (د3). هذه البداية القويّة من الجانبين أعطت إشارة واضحة لرغبة الطرفين في اللّعب الهجومي. التأكيد جاء من كوم الذي تقدّم على الرّواق الأيمن و راوغ اللواتي و عمامو قبل أن يوزع نحو الخنيسي لكن تدخّل بن صالح آل بالكرة الى الركنيّة (د7). ضربة الزاوية لم تأتي بالجديد حيث يواصل أبناء باب سويقة سوء التعامل مع الكرات الثّابتة منذ عديد المباريات. حتّى النّادي الصفاقسي لم ينجح بدوره في إستغلال المخالفة التي نفَّذها اللواتي مباشرة في يدي الجمل (د16) و لا الركنيّة التي آنتهت عند عمامو الذي صوّب دون صعوبة تُذكر لحارس الترجّي (د18). أبناء عاصمة الجنوب إعتمدوا بعض الخشونة في تدخّلاتهم فتتالت المخالفات لصالح الأحمر و الأصفر كاد على إثر إحدهما ساسي إفتتاح النتيجة إثر تحضير بالرأس من بن يوسف لكن تصويبة متوسّط الميدان ذهبت أدراج الرياح رغم موقعه المناسب (د22). لكن أبرز فرصة هي التي أتيحت للبدري إثر إمداد رائع من الشعلالي في ظهر دفاع المنافس لكنّ سوء ترويض الكرة و إعتقاده في وضع تسلّل أضاع على الترجّي فرصة ثمينة (د32). ضغط الأحمر و الأصفر و سيطرته على مجريات الشّوط الأول كان واضحا لكنّه لم يُكلّل بالنجاح رغم تعدّد المحاولات على غرار التوزيعة الطويلة من ساسي نحو بن يوسف الذي حضّر للخنيسي صاحب تصويبة قويّة تصدَّى لها الجريدي بالرجل (د39). النّادي الصفاقسي تقهقر الى الوراء في ظلّ تفوّق الترجّي في وسط الميدان و إنتهى الى إحداث الفارق مع مطلع الدقيقة 44 حين صعد شمّام و استلم الكرة من البدري و وزّع بإحكام نحو بن يوسف الذي غالط الجريدي (1-0) بتصويبة رأسيّة ترجمت سيطرة الترجّي في الشّوط الأوّل الذي إنتهى على تقدّم أبناء باب سويقة.
إنطلاق الشّوط الثاني شهد تعويض دقدوق لبن صالح الذي إستحالت عليه مواصلة المبارة (د46) ثمّ حصول الترجّي على ركنيّة إثر مخالفة نفَّذها شمّام و إصطدمت بالحائط الدّفاعي (د48). الترجيّين مَرُّوا بجانب الضربة القاضية بمنافسهم حين إستلم الخنيسي كرة من البدري و تقدّم و راوغ عمامو قبل أن ينفرد بالجريدة الذي تصدَّى مرّة أخرى بالرّجل لتسديدة مهاجم الترجّي (د50). الجريدي كان حاسما منذ إنطلاق الشّوط الثاني حين قطع توزيعة بن يوسف الذي روّض بالصّدر كرة طويلة على الخط الجانبي لمنطقة الجزاء ثمّ أرادها ورائيّة للخنيسي (د53). بعد تعدّد المحاولات و إخفاق الترجيّين في مضاعفة النتيجة، حاول أبناء لسعد الدريدي عن طريق الهجمات المعاكسة على غرار صعود مرياح و توغّله ثمّ توزيعه لكرة نحو اللّواتي طليق لكنّه أخطئ المرمى (د60). هذه العمليّة كانت بمثابة الإنذار لأبناء البنزرتي الذين فقدوا التركيز و سقطوا في فخّ التسرّع دون تنظيم صفوفهم كما يجب مع بداية غضب جماهير الترجّي أمام المردود المتذبذب للاعبي فريقهم. لسعد الدريدي تفطّن لهذا المعطى و قام بالتغيير الثاني بإعطاء نفس جديد لهجومه عن طريق حسام بن علي مكان فراس الشوّاط (د71)، ذات الدقيقة التي تصدَّى فيها الجريدي للمرّة الثالثة بالرّجل لتسديدة البدري. البنزرتي لم يتحرّك إِلَّا في الدقيقة 78 حين قام بتغيير البدري بماهر بالصغيّر مع الإبقاء على نفس الرّسم الذي لم يكن مُجديا بوجود ثلاثة لاعبي وسط إضافة الى تركيز الشعلالي في خطّة ظهير أيمن. خطورة الصفاقسي بدأت تتبلور شيئا فشيئا حين تقدّم سوكاري و أصبح يُعاضد الهجوم خاصّة حين راوغ ثلاثة لاعبين قبل أن يمرّر للعواضي الذي مرّت كرته للمرزوقي صاحب تسديدة قويّة فوق المرمى (د81). الدريدي لعب آخر ورقة بإقحام الحنّاشي مكان اللّواتي (د83) لإنعاش خطّ الوسط الهجومي فجاء خطاء فرانك كوم إثر ضغط سوكاري الذي إفتكّ الكرة من الكامروني ثمّ تحصِّل على مخالفة جانبيّة إرتكبها عليه نفس اللّاعب كوم (د84) يسار الحارس علي الجمل. المثلوثي تولّى تنفيذ المخالفة في القائم الثاني نحو العواضي دون رقابة ليُغالط الجمل بتسديدة رأسيّة (1-1) خمس دقائق قبل نهاية الوقت القانوني (د85).
دخول الجويني مكان بن يوسف (د87) الى جانب الخنيسي لم يكن مفهوما خاصّة في غياب صانع ألعاب صريح وراءهما إرتئى فوزي البنزرتي أن يُقحمه في الدقيقة 90 في شخص سعد بقير. الخمس دقائق الإضافيّة لم تُغيِّر شيئا رغم توغّل شمّام و توزيعه لكرة آلت الى ركنيّة دون جديد يُذكر.
إذا هو تعادل ثالث يُحرزه الترجّي ضدّ فريق لم يكن صعب المراس بل كان في متناول بطل مرحلة الذهاب لو لم يُهدر لاعبوه عديد الفرص السّهلة من جهة و لو عرف البنزرتي كيف يتعامل مع الأوقات القويّة لأبنائه مع حسن إستعمال الزاد البشري لكن هذا ما فعله الدريدي و آمن بحظوظه و نال ما أراد و هو الإبقاء على فارق الخمس نقاط في الترتيب العام قبل إنطلاق مرحلة الإياب.
الإنذارات: الجمل، شمّام، الشعلالي و الذوّادي من الترجّي. ندووي و سوكاري من النّادي الصفاقسي
أ- مامي
