Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

فرع السلّة في الترجّي، خلاف حقيقي أم أزمة مُفتعلة ؟

basket

 

غريبة هي أطوار فرع كرة السلّة في الترجّي الرياضي منذ أن تمّ التخلّي عنه منذ عشرات السنين في حركة بعثت حينها الحسرة في قلو المولعين بهذه الرياضة و الذين تقبّلوا قرار إستئناف نشاطه من جديد بكلّ إمتنان و إستبشار مُعتبرين أنّ للترجيّين حقّ في تمثيل ألوانه من خلال الكرة البرتقاليّة.

صحيح أنّ مساعٍ حثيثة من طرف الغيّورين على النّادي، بإيعاز من الأولياء، كانت وراء قبول رئيس النّادي بإستئناف نشاط الفرع من خلال بعث أصناف الشبّان و تكوينهم على أسس سليمة و التدرّج بها نحو أصناف الأواسط ثمّ الأكابر.

في الحقيقة، هذا المشروع قوبل بالتشجيع من جميع الأطراف و كانت هناك أجواء من التفاؤل إِلَّا أنّ الواقع كان أصعب من الحلم لأسباب عديدة يطول شرحها لما فيها من تعقيدات و سوء تقدير للوضع كما أنّ إتفاق رئيس النّادي مع هذه المجموعة المُتفائلة و المُتحمّسة كان واضحا، على ما يبدو، و المُتمثّل في إلتزام السّاهرين على هذا المشروع بالتكفّل بشؤون الفرع و تمويله مع الإعتماد على قسط ما يُدفع للإعانة لا غير و أن لا يكون عِبئاً على كاهل النّادي خاصّة على المستوى التنظيمي و الإداري و الرصيد البشري المُستوجَب من مدرّبين و مشرفين و طاقم طبّي و طاقم لياقة و تدليك، إلى غير ذلك من مُتطلّبات هذا الفرع.

قد يقول البعض أنّ مثل هذه الشروط الموضوعة في ميزان الإتفاق غير منطقيّة و لا مكان لها في جمعيّة من حجم الترجّي. لكن في خضمّ تطوّرات الوضع الإجتماعي و الإقتصادي و تفاقم مشاكل التسيير بصفة عامّة، مع غياب البنية التحتيّة المُلائمة لنشاط السلّة داخل أسوار الحديقة  « ب » إضافة الى الإكراهات اللّوجستيّة  اللّازمة لِتوفير مكان لائق للتمارين و جمع الشبّان بعد دروسهم و كذلك هو الشأن لتنقّلاتهم أيّام المباريات آلت الى إستفحال المشاكل و الصّعاب، دون إعتبار عدم توفير أجور المدرِّبين في تلك الفترة ممّا أدّى الى إستقالة العديد منهم بعد فشلهم في الحصول على مُستحقّاتهم بل كانوا يصرفون من مالهم الخاصّ لتوفير أدنى متطلّبات أولئك الشبان. فكان طبعا مآل هذا المشروع سوى الفشل الذريع.

أكيد أنّ المسؤوليّة مُشتركة بين رئيس النّادي و أصحاب فكرة إستئناف نشاط السلّة في الترجّي، لكن تبقى المُعضلة في سوء تصرّف المسؤول الأوّل على الفرع و هذا بشهادة جميع المُتداخلين في الفرع و حتّى بعض الأولياء الذين صرّحوا بأنّ رغم الصّعاب كانوا يُساهمون قدر الإمكان في نفقات الفرع علاوة على مبالغ أخرى، و لو بسيطة، ضُخّت من طرف بعض المُقرّبين من النّادي.

فشل هذه المبادرة لم يُلاقي التّشخيص الصّحيح للمشاكل و البحث عن سُبُل بديلة للدّفع بالمشروع الرياضي، النبيل في حدّ ذاته. بل قام المسؤول على الفرع، بعد سنوات من التسيير العشوائي و أمام إستحالة توفير فريق أكابر قادر على المنافسة و تشريف ألوان الترجّي، بتأسيس فريقين خارجين عن إطار الترجي، إختار للأوّل مقرّا بجندوبة و للثاني آخر بضاحية مقرين، على أن ينشط هذين الفريقين صلب القسم الثاني حسب القوانين. بعد موسم من النشاط بتمويل شخصي من المسؤول الأول بمبالغ هامّة مع إستجلاب عديد اللّاعبين من هنا و هناك و لاعبين أجانب، إستطاع الفريق المُسجّل في جندوبة تحقيق بطولة القسم الثاني و إعتزام الصعود الى الدرجة الأولى.

إِلَّا أنّ هذا الإنجاز الذي مهّد له المسؤول الأول على الفرع كلّ سبل النجاح كان يرمي الى العودة به الى حضيرة الترجّي و إدماج نخبة الفريقين في مجموعة تنضوي تحت شعار فريق باب سويقة أو على الأقلّ أن يقبل رئيسه رعاية الفريق الصّاعد (parrainage ).

كلّ هذا جاء بصريح العبارة في شريط فيديو بثّه المسؤول الأول عن الفريقين المُحدثين.

من خلال كلّ ما طرحناه آنفا و بعد كلّ ما شوهد و سُمع في الشريط، لسائل أن يسأل، هل كان هناك إتّفاق مُسبق بين الترجّي و السيّد المسؤول عن فرع السلّة على هذا التمشّي أم كانت مُبادِرة أحديّة ؟ إن كان الأمر مُتّفق عليه فعلى إدارة الترجّي الوفاء بتعهُّداتها و إِلَّا لا يستوي الأمر إن لم يكن هناك موافقة أوّليّة. ثمّ كيف للمسؤول إنفاق كلّ تلك الأموال على الفريقين الذي أسّسهما في حين لم يكن بإمكانه صرف ربع المبلغ المذكور حين كان على رأس فرع الشبّان بالترجّي الذي عانى الويلات ؟ أخيرا هل من المعقول فرض الأمر الواقع على إدارة الترجّي و تحميلها ما لم يكن في الحسبان ؟

ثمّ قد يسأل سائل عن توقيت إنزال هذا الشريط في فترة تقلّبات على مستوى رئاسة النّادي مؤخرا.

نعتقد أنّ الأمر فيه الكثير من الرّيبة حتّى و إن كانت أهدافه نبيلة و قاصدة للخير على مستوى رياضة كرة السلّة بالترجّي الرياضي. لكن قد تكون الطريقة غير صائبة و فيها الكثير من الإرتجال ما يبعث جوّا من التوتّر نحن، كأحبّاء، في غنا عنه خاصّة مع حالة الحسرة و الإستياء بعد إنسحاب أكابر كرة القدم من رابطة أبطال إفريقيا و التي رافقتها موجة من التهكّم و التهجّم المفرط على بعض الساهرين على إدارة النّادي دون أسباب واضحة.

و من جانب آخر يبدو  أنّ مُقترح المسؤول الأسبق بالترجّي و الرئيس الحالي للفريقين المذكورين قد جوبه بالرّفض من طرف إدارة فريق باب سويقة و تحديدا من رئيس النّادي. فالواضح أنّ هناك إسرار مُفرط للضّغط على هياكل الترجّي و إحراجها بمنطق لا يقبله العقل خاصّة من مسؤول ينتمي للعائلة الترجيّة.

على كلّ ليس بهكذا تصرّفات نستطيع تشجيع فريقنا العزيز و الوقوف الى جانبه وقت الشدائد و الترجّي لا يعرف الهزَّات إِلَّا إذا تكتّل عليه أبناءه و هذا ما لا يجب السكوت عنه.

 

عن هيئة تحرير الموقع

Ecrit par

Rechercher sur le site