
خلال عمليّة تغطية مباراة الدّور النّهائي لكأس تونس، استضافت قناة نسمة من اعتبرته ظلما خبيرا في التّحكيم و نعني به المدعو علّالة المالكي
علّالة المالكي لمن لا يعرفه من شباب تونس هو من أهدى كأس تونس الى النّجم الرّياضي السّاحلي ذات موسم 96 حين أدار مباراة الدّور النّهائي بين النّجم السّاحلي و شبيبة القيروان، تلك المباراة الّتي ستظلّ وصمة عار في تاريخ التّحكيم التّونسي بعد أن مرّغ فيها المدعو علّالة صفّارته في مستنقع الأخطاء القاتلة دائما لصالح النّجم السّاحلي، و لعلّ أبرز هذه الأخطاء اهداءه لهدف أضحوكة للنّجم السّاحلي رغم أنّ مساعده أعلن عن تسلّل واضح لفائدة الشّبيبة.
علّالة المالكي لمن لا يعرفه من شباب تونس هو الحكم الوحيد الّذي تغنّت باسمه جماهير كلّ الفرق الّتي واجهت النّجم الرّياضي السّاحلي خلال سنوات نشاطه، أغنية تغني عن كلّ تعليق : « لربيتر موش علّالة، للّلالا « . علّالة المالكي لمن لا يعرفه من شباب تونس هو من رفع في شأنه بعد الثّورة عدد هائل من الحكّام عريضة تطالب المكتب الجامعي بابعاده عن مجال التّحكيم معدّدين أسبابا نستحي من ذكرها
أطلّ علينا اليوم المدعو علّالة عبر قناة نسمة ليحلّل مردود حكم المباراة، أطلّ علينا متناسيا معرفة الرّياضيّين بتاريخه و انطلق في رواية مسرحيّة يندى الجبين لخبثها و انحيازها الفاضح للفريق الّذي أهداه الكأس منذ 15 سنة. المدعو علّالة برز بتوتّره منذ ظهوره على الشّاشة بين الشّوطين، برز بارتباكه أمام عجزه عن القدح في الورقة الحمراء المستحقّة الّتي ناله دوسنطوس، ارتباك لا يفسّره سوى حسرة أمام تفوّق القلعة الحمراء و الصّفراء. ثمّ عاد الينا بعد المباراة و في القلب غصّة، عاد ليتحفنا بتفسير من وحي خياله للحركة الدّنيئة الّتي أتاها البرازيلي سنطوس، فحسب المدعو علّالة، لم يقم البرازيلي بغير الاجابة عن استفزاز القربي الّذي لم يحسن السّقوط في اللّقطة السّابقة للاقصاء، ربّ عذر أقبح من ذنب. و يواصل « الخبير » في غيّه ليلوم الحكم على عدم اقصائه للمساكني اثر مخالفة لم يرها غيره، ثمّ على عدم اقصائه للهيشري في لقطة أصرّ على أنّ يد مدافع التّرجّي طارت في اتّجاه الكرة فيحين أنّ الصّورة تكاد تنطق بعدم تعمّد الهيشري لمس الكرة. طبعا تعامى صاحب الأغنية الشّهيرة أعلاه عن الأوراق الصّفراء الثّانية المتعدّدة الّتي أفلت منها الحبيب مايتي وعادل الشّاذلي و دانييلّو و المثلوثي الّذي خلناه يلعب وسط ميدان من كثرة توجّهه بالسّب و اللّوم لحكم المباراة. كلّ هذه الأوراق الصّفراء الثّانية الأكثر من مستحقّة، تعامت عنها عين المدعو علّالة ليتحفنا باستنتاج غبيّ في آخر المباراة مفاده أنّ الحكم أثّر على النّتيجة بعدم اقصائه للمساكني و الهيشري
لقد قدّم عشيّة اليوم المدعو علّالة درسا في قلب الحقائق و تزييفها معيدا بذلك للأذهان صولاته و جولاته القديمة على أرض الملعب. و في نظرنا، فقد أحسن المدعو علّالة فيما فعل، فهو بذالك يذكّر شباب تونس بتاريخه و ينزع عن نفسه ثوب الحياد الّذي كاد الزّمن يجود به عليه. أمّا التّرجي الرّياضي التّونسي فلن تمسّ تصريحات حاقد في شيئ عظمة انجازاته فالتّاريخ بقدر ذكره للعظام يلفظ النّكرات و خاصة المزيّفين منهم