كنّا عبّرنا في مقال سابق عن إمتعاضنا من غياب الجدّية حول العقوبات التي سلّطتها اللجنة القانونية لدى المكتب الجامعي للكرة الطائرة بعد أحداث قاعة سوسة خلال لقاء الترجي و النجم الأسبوع المنقضي، و لكن إرتئينا أنّ تلك العقوبات و إن كانت « ماخذة خاطر » في الترجي فإنّها تبقى أكثر في خانة التخفيف نظرا لخطورة ما صدر و خاصّة بعد ردّة فعل جماهير الترجي التي وعدت بالردّ بنفسها على الإعتداءات التي طالت فريقها …. و لكن !
المُضحك في كلّ هذا هو ما قرأنا من تخفيض تلك العقوبات المسلّطة إلى نصفها بعد إجتماع مكتب الجامعة، الخميس 7 أفريل، في حركة ستبقى عالقة في أذهان متتبّعي رياضة الكرة الطائرة. تخفيض في عقوبة اللعب بعيدا عن مدينة سوسة 4 مباريات إلى مبارتين إثنين في قاعة سوسة لكن دون حضور الجمهور و تخفيض في إيقاف مروان القْارصي من 6 مباريات إلى 3 مع إنزال العقوبات المالية إلى نصف المبلغ، للنادي و لللاعب المُذنب
طبعا هذا التراجع يدخل في خانة الخزعبلات التي لا تنطلي على جماهير الترجي و إن كان يدلّ على شيء فهو يدلّ على رُخص أعضاء المكتب الجامعي و كرههم الدفين للترجي الرياضي التونسي. العقوبات الأولى كانت مجرّد ذرّ الرماد على العيون لإمتصاص الغضب الجماهيري الكبير الذي إنتاب كلّ العائلة الترجية من خلال مسرحيّة سيّئة الإخراج إنكشفت بمُجرّد ما إستأنفت هيئة النجم قرار العقوبات الأولى
. طبعا المسرحيّة زادت وضوحا من خلال تمشّي المكتب الجامعي حول برمجة البطولة الإفريقية في قليبية رغم إحتضانها و تنظيمها من طرف الترجي الرياضي التونسي، ذاك النادي الذي يسيطر على رياضة الكرة الطائرة منذ خمسة مواسم دون أن يقف أمامه أي منافس و بالرغم من العراقيل التي واجهها فريق باب سويقة من جميع المكاتب الجامعية مع إختلاف أعضاءها.
هذا المكتب إختار المُناورة مع الترجي و جماهيره، فليكن ذلك. هذا المكتب إختار التطبيع مع العنف و الشغب، فليكُن ذلك. هذا المكتب خيّر بيع شرفه لإرضاء طرف دون آخر و بغير حقّ، فليكُن ذلك. و لكن لا تنتظروا سكوت جمهور الترجي، فأنتم لا تعرفون عاقبة قراركم هذا و ليتحمّل كلّ طرف مسؤولياته ما دمتم تنصرون العنف و سترون ما سيُجبركم على ترك مناصبكم الرخيصة !
