Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

بعد مشاركة الترجّي في كأس العالم للأندية : إستخلاص العِبر

48397935_2120403841352408_1054783262829838336_n

عاد الترجّي الرياضي من دولة الإمارات العربيّة المتّحدة بعد أن شارك في بطولة كأس العالم للأندية « فيفا 2018 » و إكتفى بالمركز الخامس بعد هزيمة غريبة الأطوار ضدّ الفريق المُضيف نادي العين بثلاثيّة نظيفة في المبارة الإفتتاحيّة للترجّي, ثمّ تدارك الوضع بفوز على نادي شيفاس غوادلاخارا المكسيكي بركلات الترجيح (6-5) بعد إنتهاء الوقت الأصلي للمبارة بالتعادل هدف لمثله

طبعا هناك جوانب إيجابيّة من هذه المشاركة في الدّورة السنويّة الهامّة على الصعيد الرياضي و نذكر منها الجانب المالي الذي يبقى مُهمّا لنوادي القارّة الإفريقيّة و الذي أثرى خزينة الترجّي الرياضي التونسي بمبلغ لا يُستهان به إذ ناهز الأربعة ملايين دينار و نصف (1,5 مليون دولار) الى جانب العائدات الماليّة التي تحصِّل عليها بطل إفريقيا من الإتحاد الإفريقي في شهر نوفمبر الفارط و ناهزت حوالي سبع مليون دينار و نصف (2,5 مليون دولار) ليكون مجموع المرابيح الماليّة 12 مليون دينار سنة 2018

الجانب الإيجابي الثاني فهو دون شكّ ذلك الحضور الرّهيب لأحبّاء الترجّي الرياضي التونسي في مدينة العين و خاصّة في ملعب هزاع بن زايد الذي إحتضن المبارتين امام ما لا يقلّ عن 12000 محبّ في اللّقاء الأوّل و قرابة 7000 محبّ في اللقاء الثاني. هذا الجمهور الذي صنع الحدث و أشادت به الفيفا و كذلك البلد المُنظّم للدورة و نال إعجاب كلّ المتتبّعين لكأس العالم للأندية

لكن على الصعيد الرياضي و الفنّي هناك ما يُقال حتّى لا تذهب هذه المشاركة الثانية أدراج الرياح دون إستخلاص العِبر العديدة و المتعدّدة

أَوَّل إستخلاص هو تضاعف الفارق بين فرق شمال إفريقيا و فرق دول الخليج على المستوى الفنّي. طبعا الكلّ يعلم أنّ المال هو قوام الأعمال و المال وفير جدًّا في الخليج ممّا سمح و مازال يسمح لهذه الفرق إستجلاب أحسن المدرِّبين و أفضل اللّاعبين و أعتى المكوّنين في رياضة كرة القدم. و النتيجة ليست بالغريبة حين تُسخّر كلّ الجهود لغاية التقدّم و الإزدهار الرياضي

أيضا في نفس السياق كلّ دول الخليج و خاصّة منها الإمارات و قطر إستثمرت في البنية التحتيّة و المنشآت الرّياضيّة الى جانب كلّ ما يتماشى مع تكوين الشباب منذ عشرات السنين. و هذا غير متوفّر في تونس إذ أنّ جلّ الفرق تتخبّط في أزمات ماليّة و تفتقد الى أدنى متطلّبات رياضة كرة القدم. هذا الوضع لا يُمكن أن يُطوّر مستوى الفرق المتراهنة على البطولة في تونس و يجعل منها قادرة على المنافسة على المستوى العالمي. كيف يكون الأمر كذلك و فرق تونس تعاني الأمرّين للحصول على لقب رابطة أبطال إفريقيا في ضلّ صعوبة التنقّل و إجراء مقابلات في ملاعب صعبة و على أرضيّات متدهورة. في خضمّ هذه الصّعوبات يبقى الترجّي الإستثناء التونسي بثلاثة ألقاب بطولة أبطال إفريقيا، لكنّه لم يتألّق بصفة خاصّة في مشاركتي 2011 و 2018. إذا موضوع البنية التحتيّة و الملاعب و جودتها العالية هو يُمثِّل إحدى العبر التي يجب أن نستخلصها للنّهوض بكرة القدم في تونس

من جانب آخر ليس من العيب، بل من الواجب، الإقرار بأنّ عديد اللّاعبين لم يكونوا في المستوى المطلوب خاصّة خلال المبارة الأولى. و هذا غير مفهوم، بل مرفوض، حين نتحدّث عن تظاهرة إستثنائيّة مثل كأس العالم للأندية. ليس هناك سبب واحد مُقنع يستطيع تفسير ذلك الوجه المُحتشم الذي ظهر به لاعبي الترجّي أمام العين الإماراتي. نعلم جيّدا أنّ كلّ الفرق مُعرّضة للإخفاق في بعض الأوقات و المرور جانب اللّقاء في بعض الأوقات الأخرى. لكن أن يحدث هذا في مثل هكذا مواعيد فالأمر يبقى مُحيّرا الى أبعد الحدود رغم كلّ التبريرات و التفسيرات التي يُمكن أن تُطرح. فليس من المعقول أن يجاهد الترجّي طوال بطولة محلّية و طوال مغامرة إفريقيّة ليظهر في آخر المطاف بذلك الوجه الشاحب في العُرس العالمي. هناك نقائص أدّت الى هذا المستوى المتواضع و لا بدّ من إقرار هذا الواقع. أكيد أنّ للاّعبين و للإطار الفنّي و كذلك الإدارة مسؤولية مشتركة، كلّ في ميدانه، في هذه المشاركة التي لم ترتقي الى مستوى إنتظارات الجماهير العريضة للترجّي.

بإمكاننا أن نُعيب على بعض اللّاعبين إفراطهم في البحث عن البروز الفردي خلال المبارة الأولى. هذا الجانب يعود الى مسؤوليّة الطّاقم الفنّي الذي لم ينجح في التحضيرات الذهنيّة بعد التألّق الإفريقي. أخيرا ما قد نُعيبه على الإدارة و تحديدا الرئيس حمدي المدّب هو عدم إستباق الوضعيّة بتطعيم الفريق في الوقت المناسب حتى يظهر الفريق بوجه أفضل في ضلّ الإرهاق الذي عاشته المجموعة الى جانب النقائص المعروفة و الواضحة. على كلّ هذه ملاحظات نعتقد أنّها في مكانها و لا تُنقص في شيئ من جدارة المجموعة و المدرّب في تألّقهم القارّي.

الترجّي الرياضي على أبواب رابطة أبطال جديدة مرورا بكأسي سوبر، محلّي و قاري إضافة الى منافسات البطولة الوطنيّة و الكلّ يعلم مدى ضرورة تعزيز الرصيد البشري بلاعبين ممتازين قادرين على تقديم الإضافة فور وصولهم لأنّ المواعيد كبيرة و حاسمة للمستقبل القريب للترجّي الرياضي، مستقبل يطمح أحبّاءه ان يكون أفضل رغم كلّ التتويجات المحصودة. فبقدر ما يُقدّمه الجمهور العظيم من دعم و مساندة، بقدر ما من حقّه الإرتقاء بناديه الى أعلى المراتب موسم وراء موسم.

هيئة تحرير الموقع

Ecrit par

Rechercher sur le site