تحصِّل الترجّي الرياضي على التعادل الثاني في هذا الموسم بعد تقاسُمه النقاط مع الملعب التونسي بنتيجة هدفين لمثلهما (2-2) على متعب الهادي النّيفر لحساب الجولة 8 لبطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. أبناء باردو أخذوا الأسبقيّة بهدفي جاك بيسون (د35 و 37) قبل أن يُذلّل شمّام الفارق (د43) ثمّ يُعدَّل الكفّة ساسي بواسطة ضربة جزاء (د84)
في تواصل غياب الخنيسي و الجويني لأسباب صحيّة و اللّذان إلتحق بهما المباركي الذي إنتهى موسمه الكروي، مع عقوبة الإيقاف لمقابلة واحدة للمشّاني بعد جمعه ثلاثة إنذارات، قدّم البنزرتي تشكيلة أساسيّة فيها الجمل في حراسة المرمى، الشعلالي، شمّام، الذوّادي و الطّالبي في خطّ الدفاع، كوليبالي، كوم و ساسي في خطّ الوسط، بدري و بقير ثنائي معاضدة لبن يوسف برسم 1-2-3-4
في المقابل نزل محمد الكوكي بتشكيلة ركَّز فيها على الجانب الدّفاعي بإختياره ثلاثة مدافعين محوريّين، الخميري و الجويني و البولعابي الى جانب ظهيرين المهذبي و العكرمي و وسط ميدان بثلاثة لاعبين و هم بادي و الكثيري و الجلاصي وراء ثنائي الهجوم الجديّد و بيسون برسم 2-3-5
انطلاق اللّقاء بإدارة الحكم نعيم حسني شهد دخول الترجيّين مباشرة في صلب الموضوع بتسليط ضغطا على المنافس و إخضاعه الى نسق قويّ نسبيّا لم يستغلّه أبناء باب سويقة كما ينبغي رغم تسجيلهم لهدف سليم رفضه الحكم لأسباب مجهولة، بل كان من المفروض إحتساب ضربة جزاء لبن يوسف بعد أن تمّ مسكه من البولعابي عند الإرتقاء و ضرب الكرة بالرأس (د12) لكن الحكم حسني لم يحتسب لا ذَا و لا ذاك. سيطرة الترجّي على مجريات اللّقاء كانت واضحة و لم يكن هناك أيّة خطورة على مرمى الجمل في ضلّ وقوع جاك بيسون عديد المرّات في فخّ التسلُّل (د5 و 19). لكن قبل ذلك كاد الترجّي أن يفتتح النتيجة عند طلب كرة خارق للعادة من بن يوسف لكن تمريرة بقير كانت قويّة نسبيّا لم يُدركها فخرالدين رغم موقعه المناسب وجها لوجه مع بن ثابت (د17)
الترجّي لم يستثمر الكرات الثابتة سواء كانت مخالفات أو ركنيات و هذا مثّل نقصا واضحا لإستكمال السيطرة و تجسيمها بالأهداف. هذا الوضع أرجع نوعا ما من الثقة لأبناء باردو الذين بدؤوا بالخروج، خاصة على الرّواق الأيمن لهجوم البقلاوة أين تلاعب المهذبي بشمام و الطّالبي قبل أن يمرّر لبيسون الذي أخطاء التّصويب فآلت الكرة الى بادي الذي سدّد بقوّة فوق العارضة بقليل (د27). بعد هذه الفرصة الخطيرة لأبناء الكوكي، عاد الترجّي ليُحرج دفاع المحليّين عن طريق مخالفة جانبية أتت بركنيّة جديدة لم تُغيِّر شيئ في النتيجة (د30). من جانبه تحصِّل الملعب التونسي على ركنيّة بعد تصدّ ممتاز من الحارس علي الجمل نُفِّذت داخليّة نحو بولعابي الذي تصدَّى لرأسيّته الطّالبي قبل أن تعود الكرة امام بيسون دون رقابة ليُسدّد بقوّة داخل شباك الترجّي (1-0) مفتتحا التهديف ضدّ مجرى اللّعب (د35). هذا الهدف أعطى حيويّة للاعبي البقلاوة و شحنة لجماهيره فإستغلّ الجديّد سوء تمركز الخطّ الدّفاعي للترجّي ليُمرّر للعكرمي الذي توغّل و تجاوز الشعلالي قبل أن يرفع الكرة في القائم الثاني نحو بيسون الذي غالط ثانية الجمل (2-0) دقيقتين بعد إفتتاح النتيجة (د37). بهذا الهدف الثاني أصبحت الأمور أكثر صعوبة على الترجيّين خاصّة مع المخالفات « التكتيكيّة » المرتكبة من بادي و الكثيري لقطع هجومات الترجّي. لكن أسبقيّة الهدفين لم تدم طويلا و نجح أبناء باب سويقة في تذليل الفارق (2-1) دقيقتين قبل إنتهاء الوقت القانوني للشوط الاول (د43) عن طريق شمّام الذي سدّد بقوّة في شباك بن ثابت كرة كانت مُرتدّة من دفاع الملعب التونسي لينتهي نصف اللّقاء على أسبقيّة البقلاوة 2-1
قبل الحديث عن الشّوط الثاني لا بدّ من الإشارة الى المردود الباهت لسعد بقير الذي راوح بين الرّواق الأيسر و قلب الملعب وراء بن يوسف دون نجاعة شأنه شأن البدري الذي لم يبرز بصفة خاصّة تحت أنظار كامل الطّاقم الفنّي حتى لما أصبح الترجّي منهزم بهدفين في الدقيقة 37. بعد العودة من حجرات الملابس، لم يقم البنزرتي بأيّ تغيير ولا الكوكي كذلك لينطلق الشّوط الثاني بفرصة ثمينة لتعديل الكفّة لكن الإمداد الممتاز من الشعلالي لم ينجح بقير في تحويله الى هدف و مرّت الكرة دون أن يتبعها أحد (د48). غيلان كان أيضا وراء الفرصة المُوالية للترجيّين حين سدّد بقوّة كرة إرتطمت بالجويني قبل ان تعود امام بن يوسف ثم كوليبالي اللّذان أضاعا فرصة سهلة (د53)
البنزرتي إنتظر الدقيقة 61 لإخراج بقير و تعويضه بماهر بالصغيّر الذي تحرّك و حاول المراوغات و التوغّل لكن دفاع البقلاوة كان متماسكا و ينتظر الفرصة لضرب الترجّي عن طريق الهجمة المعاكسة. فكاد ان يحصل على ذلك لولا تدخّل الجمل أمام المهذبي عند التّصويب ليكسب حارس الترجّي مخالفة رغم إصطدام الكرة بالقائم (د66). الملعب التونسي حاول أيضا عن طريق إلياس الجلاصي بمخالفة مباشرة في الشباك الجانبيّة للمرمى (د76) بعد أن نزل النّسق مدة عشر دقائق تقريبا لم يجد خلالها الترجيّين الحلّ لمغالطة بن ثابت. فما إرتئى البنزرتي إِلَّا إخراج بن يوسف و تعويضه بإينيرامو (د80) بحثا عن أكثر عمق في دفاع البقلاوة
فجاءت ضربة جزاء صحيحة تحصِّل عليها الذوّادي إثر عرقلته من بولعابي (د82) الذي تغافل الحكم عن إنذاره فكان ليكون الثاني في وجه قائد فريق الملعب التونسي. تنفيذ ركلة الجزاء جاء بعد دقيقتين (د84) بنجاح بقدم ساسي اليمنى رغم محاولة بن ثابت (2-2). الدقيقة 89 شهدت تغييرين قام بهما الكوكي بإقحام فوزاعي و حسني مكان الجلاصي و بيسون، قبل أن يدخل المهاجم الغاني كومي مكان الجديّد من جانب البقلاوة (د90+1) و الماجري مكان البدري من جانب الترجّي (د90+4) بعد أن أعلن نعيم حسني عن تسع دقائق كوقت مُمدّد
لكن رغم كلّ التغييرات و الوقت الإضافي لم تتغيّر نتيجة التعادل بهدفين من الجانبين. هو التعادل الثاني لأبناء باب سويقة في هذا الموسم يُحرزونه خارج الديار لكن نعتقد أنّ نقاط الفوز كانت ممكنة لو لعب الترجّي على نقاط قوّته دون إضاعة شوط كامل كما كان الحال في القيروان
في الختام تجدر الإشارة الى أنّ الحكم رفع الورقة الصفراء في ستّة مناسبات، ثلاثة للملعب التونسي (بادي و البولعابي و العكرمي) و ثلاثة للترجّي (شمّام و ساسي و الطّالبي)
أ- مامي