لا حديث منذ مساء السبت الماضي في جميع الإذاعات إلا عن « لافتة » رُفعت (ثمّ أُنزلت) خلال لقاء رابطة الأبطال الذي جمع النجم الساحلي بالترجي الرياضي في ملعب رادس…
كلّ الإذاعات و كلّ البرامج الرياضية تطرّقت بإطناب إلى هذه اللقطة من خلال « بلاتوات » فتّق فيها « الكرونيكورات » مواهبها لإدانة حركة ليست هي الأولى في تونس بل هي واحدة من عشرات و عشرات عرفتها جلّ ملاعب « الفرق الكبرى » بما فيها ملعب الفريق المُشتكي، الفريق المُتباكي.
ملعب رادس بفريقَيْ العاصمة، ملعب صفاقس، ملعب سوسة، ملعب بنزرت، ملعب قْابس الذي يعيش أكبر و أقوى و أشد دربيات تونس….
عشرات الأهازيج المستفزّة المتبادلة من هذا الجمهور و ذاك غَذّت منذ سنين المشهد الرياضي التونسي و لم نسمع أي شجب و لا أي تنديد بل في بعض الحالات مرّت عليها وسائل الإعلام مرور الكرام لِتُصبح مشهدا من المشاهد الطبيعية في ميادين الرياضة.
اليوم، فجأة، قرّر الجميع إدانة جماهير الترجي. اليوم قرّر الجميع تجريم جماهير الترجي، اليوم قرّر الجميع مُحاكمة جماهير الترجي الرياضي. منذ الأحد الفارط قام الجميع بحملة ضد جماهير الترجي الرياضي و كأنّنا كنّا نعيش في المدينة الفاضلة و فجأة أفقنا على مصيبة لا مثيل لها، مصيبة لم نراها من قبل ! حملة تحريض واضحة على جمهور الترجي الرياضي التونسي، محلّيا و قارّيا.
فمذا كانت عاقبة هذه الحملة التحريضية الخسيسة ؟ إيقافات بالجملة في صفوف جمهور الترجي الرياضي الذي تحوّل إلى قاعة رادس لمتابعة دربي كرة اليد، مداهمات لبيوت البعض من جمهور الكورفا.
هذا ما قدرتم عليه للإطاحة بالترجي ؟ تكتّلتم، جميعكم، من وراء مصدح لمُحاربة الترجي الرياضي التونسي ؟ ماذا كسبتم من وراء حملتكم المسعورة ؟ تتظاهرون بالطهارة و انتم أوسخ ما هو موجود في المشهد الرياضي، كلّكم إعلام قذر لا فرق بينكم. سوف نتابع و نشاهد هل ستُدينون المداهمات و الإيقافات و هل ستشجبون القمع الذي يعيشه جمهور الترجي بين الحين و الآخر أم ستخرُص ألسنتكم حين يكون الترجي في قلب المعركة، معركة الحرية لجماهيره ؟؟؟
