فوز عن جدارة و إفتكاك الصدارة

فاز أمس السبت الترجي الرياضي التونسي على ضيفه الإتحاد الرياضي المنستيري في ملعب رادس بنتيجة هدفين دون ردّ (2-0) إثر المباراة التي جمعتهما لحساب الجولة السادسة من المرحلة الأولى و بتحكيم نضال اللطيّف.

و كان المدافع المحوري ياسين مرياح قد إفتتح التسجيل عن طريق ركلة جزاء(د 26) قبل أن يُضيف البرازيلي رودريقاز الهدف الثاني في أواخر اللقاء (د82).

التشكيلة الأساسية التي إعتمدها طارق ثابت، مُعوّض معين الشعباني، شهدت غياب محمد أمين توغاي بسبب العقوبة بثلاثة مباريات و دخول عمامو مكانه و كانت بطريقة 4231 على النحو التالي : ممّيش- بن علي، بن حميدة، مرياح، عمامو- العايب، تقا- غشّة، بوقْرّة، ساس- سوو

التغييرات :

د 67

دخول الدربالي مكان ساس

دخول رودريقاز مكان سوو

د 83

دخول الوهابي مكان الدربالي

د 90+3

دخول الساحلي مكان بوقْرة

الإنذارات :

ساس (د 48)

في بداية هذا التقرير لا بدّ من الإشارة إلى إستحسان المردود الجماعي للفريق في أغلب ردهات اللقاء من طرف الجماهير الترجيّة طبعا دون أن نقع في التسرّع في إبداء الرأي إلّا أنّ البوادر و المؤشرات الملحوظة مساء أمس هي في الإجمال إيجابية و ما فوز الترجي بهدفين لصفر على فريق محترم جدا يتقاسم معه ريادة الترتيب إلّا أكبر دليل على الأداء المقبول لأبناء باب سويقة.

و بالرجوع إلى مجريات اللقاء فقد أبدا الترجي الرياضي التونسي رغبة واضحة في بسط سيطرته فوق الميدان بالضغط عاليا على المنافس فكانت الدقيقة الثالثة موعدا للفرصة الأولى من خلال الجزائري غشة الذي وضع بن علي وجها لوجه مع البشير بن سعيد الذي خرج في الوقت المناسب و أبعد الكرة (د3).

الشيئ الذي يُحسب لطارق ثابت هو تركيز اللاعبين في أماكنهم المفضّلة على غرار غشة في الرواق الأيمن و بوقْرة في الرواق الأيسر و الإعتماد على ساس وراء المهاجم رغم نقص المعاضدة من طرف تقا الذي لعِب حسب رأينا متأخرا نسبيّا لضمان التغطية إلى جانب زكرياء العايب. و هذا طبعا راجع إلى طريقة 4231 التي إنتهجها ثابت. مع هذا كانت السيطرة كليّة للترجي خلال الشوط الأول و تتالت الفرص أو الوضعيات السانحة للتسجيل على غرار توزيعة بوقْرة، إثر تمريرة من ساس، لكن سوو كان غائبا عند الإرتقاء لتوزيعة بوقْرة(د13). الجناح الأيسر للترجي أعاد الكرّة في الدقيقة 18 لكن تمريته كانت تنقصها الدقّة هذه المرة.

ساس، الذي تحرّك كثيرا، أهدى كرة بينيّة ثمينة للمهاجم سوو لكن هذا الأخير كان متأخرا في قراءة التمريرة و خرج بن سعيد و أبعد الكرة برجله في التماس (د20).

ضغط الترجي تواصل دون هوادة و تألق بوقْرة (أحسن لاعب في صفوف الترجي) في إجبار النفزي على دفعه من الخلف و إسقاطه داخل الصندوق فكانت ركلة الجزاء (الصحيحة رغم أنف كلّ الناقدين) و التي نجح بامتياز في تحويلها إلى هدف (1-0) المدافع ياسين مرياح(د26).

مطلع الدقيقة 34 شهدت مساعد الحكم الإعلان عن تسلّل غير موجود ضد ساس الذي كان في وضع إنفراد نحو مرمى بن سعيد. إثر هذه اللقطة قام لاعبو الترجي بعمليّة جماعية من طراز عالي إنطلقت من بن حميدة و تبادل الكرة مع ساس و بوقْرة قبل أن تصل إلى سوو الذي سدّد بقوّة عاليا خارج المرمى (د35). أبرز فرصة جاءت في أواخر الشوط الأول كانت عن طريق بوقْرّة الذي تلاعب بالظهير النفزي و خيّر التصويب عِوض أن يمرّر لزميليه غشة و ساس اللذان كانا طليقين أمام المرمى (د45). الفرصة الوحيدة للمنستيري سُجّلت في الدقيقة 45+2 عن طريق رأسية تراوري التي كادت أن تُحدث التعادل رغم إعلان المساعد عن وجود تسلّل.

الشوط الثاني شهد تغيير في صفوف الإتحاديين بدخول المنّاعي مكان موزاس أركوما فتحسّن مردود الضيوف و أبدَوْ سيطرة على الكرة و تحرّك سريع في وسط الميدان الشيئ الذي أجبر لاعبي الترجي على التأخر إلى الوراء و الدفاع عن المنطقة الخلفية. سيطرة المنستيري دامت حوالي 15 دقيقة لكن دون أي خطورة على مرمى ممّيش.

طارق ثابت تفاعل مع المجريات الجديدة للمباراة و قام بتغيرين في نفس الوقت بدخول الدربالي و رودريقاز مكان ساس و سوو (د67) و غيّر طريقة اللعب إلى 433 بالإعتماد على مثلّث وسط فيه العايب و الدربالي و تقا فعادت السيطرة إلى الترجي الرياضي مع مطلع الدقيقة 68 حين توغّل حسام غشة على اليمين و مرّر خلفيا لبن علي الذي وزّع كرة أرضية كادت أن تحدث الفارق لولا تدخل الدفاع.

تحرّكات غشة و بوقْرة كانت متتالية و ذلك نتيجة افتكاك و استرجاع الكرة بسرعة في منطقة وسط الميدان ولكن في كل مرّة كانت تارة الدقة تنقص عند التمريرة الأخيرة و تارة أخرى كان هناك تدخل الدفاع إلى الركنية أو التماس.

مجهودات الترجي كُلّلت بالنجاح مطلع الدقيقة 82 إثر عملية قطع الكرة من الوسط و تمريرها بسرعة إلى بوقْرة الذي توغّل و وزّع نحو رودريقاز الذي إنقضّ و أسكن الكرة في شباك بن سعيد (2-0) بطريقة ذكيّة فيها الكثير من الدهاء بما أن الحارس كان يرتمي على يساره في حين ركن رودريقاز الكرة على اليمين.

رودريقاز، الذي لعب أو لقاء رسمي، كاد أن يضيف هدفه الثاني و الثالث للترجي حين أحبط التسلل و تقدّم و رفع الكرة بالحارس بن سعيد لكن المدافع أرجعها قبل الخط النهائي للمرمى (د90+2) لتبقى النتيجة النهائية هدفين لصفر مع تسجيل دخول المهاجم الساحلي مكان بوقْرة قبل صافرة النهاية بدقيقة تقريبا.

الترجي قدّم مباراة فيها العديد من الإيجابيات على مستوى الفكر الكُروي للمدرّب و كذلك على مستوى الإرادة و الروح من طرف اللاعبين و لكن لا بد على الإدارة من حسم ملف المدرّب في أقرب الآجال حتى تعرف المجموعة إستقرار سريعا يعود بالنفع عليها في قادم الأيام و أمام التحديات الكبرى قريبا.