Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

إنسحب من البطولة العربيّة مع المرّيخ : دياغو غرزيطو و فوبيا الترجّي

هو لم يُلاقي الترجّي الرياضي إِلَّا في ستّة مناسبات كانت أوّلها في أوت 2010 حين كان يُدرّب مازيمبي الكنغولي، فاز ذهابا2-1 و إنهزم إيابا في رادس 3-0 في دور المجموعات. ثمّ حين درَّب الهلال أم درمان و إنهزم ذهابا 2-0 و إيابا 1-0 في الخرطوم بالذات. ثمّ مع المرّيخ فاز في الذهاب من ضربة جزاء خيالية (1-0) و إنهزم إيابا (2-1) لكن تأهّل المرّيخ مُنتفعا بذلك الخطاء التّحكيمي. المواجهة الاخيرة كانت مؤخّرا مع ذات فريق المرّيخ في البطولة العربية للأندية المُقامة حاليا في الإسكندريّة المصريّة و إنتصر الترجّي بثنائيّة البدري. 
تلك هي حصيلة المدرّب دياغو غرزيطو صاحب الجنسيّة المزدوجة، إيطالية و فرنسيّة، أمام الترجّي الرياضي، فوزين و خمسة هزائم على دكّة ثلاثة فرق مختلفة درّبها غرزيطو.

رغم أنّه فاز بلقب رابطة أبطال إفريقيا مع مازيمبي سنة 2009 إِلَّا أنّ هذا اللقب يُعدّ الأوحد في أعلى مستوى لهذا المدرّب صاحب ال17 عام نشاط عبر القارّة السّمراء إضافة الى لقبين محلّيين مع مازيمبي و المرّيخ. طبعا هذا ليس بالإنجاز الهيّن و لكنّه في نفس الوقت ليس بالأسطوري بالنظر إلى طول المسيرة و عدد الأندية التي درّبها غرزيطو ناهيك وأن رابطة الأبطال لسنة 2009 تحصِّل عليها مع أقوى الفرق آنذاك وهو مازيمبي الذي ترأسه الميلياردير موويز كاتمبي صاحب المال و الجاه و العلاقات و النّفوذ الذي كوّن فريقا من أحسن لاعبي إفريقيا مع توفير أحسن الظروف لمجموعته. الدليل على سهولة المأموريّة هو نجاح مُعوّضه لَمين ندياي في رفع رابطة أبطال إفريقيا بنفس الفريق.

إذا ثمان سنوات مرّت و مازال غرزيطو يبحث عن إنجاز آخر قد يُؤيّد الأوّل لكنّه لم يأتي، لا مع الوداد البيضاوي و لا مع الهلال السوداني و لا مع المرّيخ الذين لم يُعمّر معهم طويلا لِتواضع الحوصلة في أواخر المواسم. قد يبدو هذا طبيعيّا في مسيرة كلّ مدرَّب و لكن ما هو غير طبيعي هي تلك التصريحات التي قام بها غرزيطو في مصدح تلفزيون « أون سبورت » إثر إنسحاب فريقه من البطولة العربيّة. قال مدرَّب المرّيخ في إدلائه بتكهّناته أنّ النهائي سيجمع الأهلي المصري و الترجّي بما أنه يتمتّع بإعانات و مزايا تحكيميّة. طبعا الذّنب ليس ذنبه و لكنّه يعود للصّحفي الذي أطنب في الإشادة بتاريخ غرزيطو و النّفخ في صورته مُخيّرا إيّاه تدريب الأهلي أم الزمالك.

فما هو الدّاعي للتهكّم على الترجّي إن لم يكن إطراء الصحفي و المبالغة في تقديمه حتّى يشعر بالإرتقاء الى مستوى الترجّي ! لكنّه تناسى الهفوة التحكيميّة التي ساعدته على المرور على حساب الترجّي و هو يعلم جيّدا أنّ الترجّي كان في أغلب الأوقات يُمثِّل عقبة أمامه، كما يعلم أنّ الترجّي لم يغنم أيّة هفوة تحكيميّة لصالحه كلّما واجه فريق يُدرّبه غرزيطو. فأصبح مثله مثل أولائك الذين يحقدون على شيخ الأندية التونسيّة. هو يعلم أنّ الترجّي حُرم من ضربتي جزاء طوال هذه البطولة كما إستفاد من خطاء وحيد في لقاء نفط الوسط. هو مثل غيره يعلم أنّ أعتى الفرق على المستوى العالمي إنتفعت أحيانا من الأخطاء التحكيميّة كما تضرّرت منها و هذا هو قانون اللّعبة في كلّ أنحاء العالم.

لكن غرزيطو، ذاك المدرّب المتوسّط الإمكانيات، كان يبحث عن تلميع صورته المتواضعة على حساب الترجّي الرياضي. و لو عدنا لكلّ من يُنقص من أحقيّة فريق باب سويقة فستجده من ضحايا الترجّي فوق الميدان فلا يجد ملاذا إِلَّا بالوقوع في فوبيا الترجّي عافانا و عافاكم الله. غرزيطو لم يُحد عن هذا المرض و ما دام مريضا فله أن يحلم بتدريب كبار إفريقيا. الأكيد أنّه بهكذا مستوى لن يتخطّى عتبة متوسّطي فرق إفريقيا أو بالكاد أقلّهم حظًّا للتألّق.
و نختم بمقولة الشاعر « إذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل »

Ecrit par

Rechercher sur le site