لئن لا يختلف اثنان في أن الربح و الخسارة جزء لا يتجزأ من الرياضة و من لعبة كرة القدم فإن ما آتاه الحكم الطوغولي كوكو دجاوبي في مباراة الترجي ضد مازيمبي يعتبر سابقة فريدة من نوعها في الإنحياز لأهل الدار و مصادرة حق الترجي في مبارزة عادلة من أجل اللقب
هذا التحليل تشاطرته أغلب وسائل الإعلام المحلية و الأجنبية التي أطلقت صيحة فزع على مصير و مسار كرة القدم الإفريقية التي أصبحت ألقابها تباع علنا لمن يدفع أكثر. بيد أن الخسارة التي مني بها الترجي في لقاء الذهاب خلفت تساؤلات عديدة في الشارع الرياضي حول الإستعداد الذهني للمجموعة لتجاوز عقبة هذا الحكم الإستثنائي بأخف الأضرار
هذه التساؤلات تبقى في نظرنا مشروعة و موضوعية إلى حد ما. غير أن الإجابة عنها تبدو بسيطة إلى حدود السذاجة حيث أن اكبر المتفائلين لدى أهل الدار لم يكن يتوقع حكما بهذا الإنحياز الواضح و الفاضح الذي لم يسبق له مثيل على مر التاريخ
ولقد سبق للترحي، ولأندية تونسية اخرى أن عانت ويلات التحكيم المنحاز لكن دون أن يصل الأمر إلى حد ما رأيناه يوم الأحد الماضي من اصرار كوكو على منع الترجي من اللعب. ولقد طرحت أغلب وسائل الإعلام الوطنية تساؤلات عن مغزى تعيين حكم سبق إيقافه لثبوت ارتشائه وهو الموفوض من أكثر من 9 دول (أندية و منتخبات) كما أوردت مختلف مصادر الإعلام
ولكن، و كالعادة شذت « التونسية » عن القاعدة و مثلت الإستثناء البذيء حيث طالعنا احد محرريها بتحليل غريب يفتقد إلى الموضوعية و إلى العمق و إلى الأسانيد بل و يجتر اسطوانات مشروخة وهو ما كان يمكن أن يعد أمرا غير اعتيادي لولا أن هذا المحرر اشتهر بسوابقه المثيرة و مقالاته العبثية التي تنتقد الترجي مع سبق الإصرار و الترصد
و حيث أن هذا المحرر قد ذهب بعيدا في اتهاماته السخيفة و مغالطاته الغبية فإنه أثبت للجميع أن ما يحركه أساسا لم يكن يوما الموضوعية أو المهنية أو المصلحة العامة بقدر ما كان قلما مأجورا بأيدي أناس تؤلمهم نجاحات الترجي و تعيدهم إلى احجامهم الطبيعية بل و تغيبهم عن الساحة الإعلامية و الرياضية بما لا يرضي غرورهم
ولعل اخر شطحات هذا المحرر الفقيه هو هذه النظرية التي لم يسبقه إليها احد من أن الترجي و مسؤوليه هم المسؤولون الوحيدون عن « الهزيمة المذلة » التي تلقاها الفريق في لوبومباشي وهم من بحث عن شماعة الحكم ليلقي عليها سلسلة من الأخطاء عددها و بدأها من الإختيارات الفنية ليصل إلى الجو المسموم الذي يحيط بالفريق. هكذا سولت له نفسه افتعال ازمات لم نسمع بها الا في عقله المريض و في فكره الهدام المتدني.
و برغم أننا إعتدنا قراءة بعض المقالات الدنيئة من أصحاب القلم الوضيع، الشغيلة في مؤسسات حقيرة لا تمت بصلة إلى الصحافة النزيهة و الموضوعية المحترمة٬ فإن ما جاء على أعمدة » التونسية » يوم 3 نوفمبر 2010 يعتبر قمة من قمم الحقد و الكراهية ممزوجة بالغباء و الحمق.
و رغم يقيننا و إيماننا بأن هذا الموتور و أمثاله و مؤجريه لا يستحقون حتى الحد الأدنى من الإحترام فإننا سنكلف أنفسنا عناء الرد عليهم في كل مرة تتطاول فيها أقلامهم و افكارهم الغبية على الموضوعية الفكرية و على مستوى وعي القارئ حتى يعلم القاصي و الداني أن هؤلاء شرذمة من لصوص الفكر يتاجرون بأقلامهم من اجل فتات الدنيا غير عابئين بالقيم الأخلاقية الدنيا للمهنة.
و أما من سولت له نفسه أن يقحم الترجي في دوامة التشكيك و التلاعب بالنتائج و تلقي هدايا و اختيار حكام فإننا سنكتفي بتذكيره أن الترجي لا يفوز في الوقت بدل الضائع بأهداف مشكوك في صحتها حتى يحتاج إلى حكام منحازين. وإذا لم تستح فقل ما شئت فالكلاب تنبح و القافلة تسير.
و أما ثالثة الأثافي فهي الحديث عمن يدفع فاتورة « الإخفاق » في رابطة الأبطال و هنا تعد صارخ و تجن على الترجي من جهتين. الأولى هي اعتبار الإخفاق برغم وجود مباراة للعودة تبقى فيها حظوظ ممثل تونس قائمة ولو كانت ضعيفة. و هذا ما يؤكد أن صاحب المقال يتمنى من الأعماق فشل الترجي إلى درجة الإصداع به كحقيقة ثابتة. و الثانية هي عدم الإقرار بما شاهده الجميع من مظالم تحكيمية تجعل من الخسارة أمرا طبيعيا في حده الأدنى و تعفي جميع الأطراف من مسؤولية أي اخفاق ممكن و هذا هو الشق الثاني لأوجه الحقد الأعمى الذي يخالف الموضوعية المهنية و الحس الوطني.
كما أن اعتبار وصول التشكيلة الشابة للترجي إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا في أول مشاركة لها اخفاقا ينم إما عن جهل أو عن حقد. فالمؤكد أن وصول الترجي للنهائي يعتبر انجازا يحسب لكرة القدم التونسية التي لم تتعود على حسب علمنا الفوز بدوري أبطال إفريقيا كل عام.
وفي الأخير لا يسعنا إلا أن نؤكد إن هذه الشرذمة من المحررين وصمة عار على جبين تونس وإنه من واجب الجميع محاربة فكرهم الهدام الذي يرتكز على تزييف الحقائق و حشو الفراغات بالأكاذيب و الترهات
إيهاب بن سالم.