Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

هل تونس في مأمن من كارثة بور سعيد

Esperance-de-Tunis.net
مصريّون، يقتلون مصريّين، في مصر، من أجل ماذا ؟؟؟ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ). بداية لا يسعنا كعشّاق للقلعة الحمراء و الصّفراء سوى التّوجّه بأحرّ عبارات التّعازي الى اخوتنا من جماهير الأهلي المصري أحبّ الفرق المصريّة الى قلوب التّرجيّن راجين من اللّه أن يتقبّل الضّحايا في واسع رحمته. انّ مذبحة بورسعيد ستظلّ شرخا قاتما في تاريخ الرّياضة العربيّة و دليلا على ما أدّت اليه سنوات من الحشر القسري لطاقات و تطلّعات الشّباب العربي في قطعة من الجلد المدوّر لا يفوق قطرها 22 سم. شباب مصري أفرغ كلّ شحناته النّفسيّة الخيّرة منها و الشّرّيرة في كرة القدم فقط لأنّ الغول الحاكم منعه عن غيرها من مجالات الحياة. تلك هي الحال في مصر، فهل شباب تونس أفضل حالا؟؟؟

كلّ متابع للشّأن الرّياضي ببلادنا يعرف يقينا أنّ الحال من الحال، يعرف يقينا أنّ الرّادع الأمني هو الّذي منع الى حدّ الآن وقوع كوارث جسيمة. كلّ متابع للشّأن الكروي في بلادنا يتذكّر بعض المصائب الّتي ابتليت بها كرتنا في جلّ ملاعبها. آخر العنقود هو ما وقع مؤخّرا في مباراة الدّربي لكرة اليد، تبادل للشّتائم و العنف تلته مواجهات أشدّ عنفا على صفحات الفايسبوك، أشدّ عنفا لأنّ الخطاب المستعمل يحمل في طيّاته درجات من الحقد تقشعرّ لها الأبدان. هي ممارسات لا تنفرد بها بعض جماهير العاصمة، بل تتشارك فيها فئات معيّنة من جماهير كلّ الأندية وتبلغ الشّحنة العدوانيّة لدى هذه الفئات حدّ التّطاحن بين مجموعات تشترك في حبّ نفس النّادي أحيانا. لنتّفق أوّلا أنّ العنف في الملاعب التّونسيّة لم يولد مع انبعاث المجموعات لكنّ العناصر الّتي تميل الى العنف بطبعها وجدت للأسف في مجموعات الأحبّاء فضاء لممارسة شذوذها. انّ مشكلة مجموعات الأحبّاء لا تكمن في الغاية من وجودها بل في بعض قوانينها الدّاخليّة الغير مكتوبة و الّتي تركّز بشكل كبير على التّضامن القطعي بين الأعضاء و استقلاليّة المجموعة ازاء النّادي فتصبح المجموعة مضطرّة آليّا للانسياق وراء شطحات أيّ من عناصرها من جهة أو يغلب الولاء للمجموعة على الولاء للنّادي من جهة أخرى. يضاف الى هاته العوامل الدّاخليّة ما عاشته بلادنا طيلة عقود من تكريس للجهويّة و تفاقم للمحسوبيّة القاتلة لروح الانتماء الوطني و المكرّسة للحقد الطّبقي ممّا جعل الشّباب زاهدا في استثمار طاقاته في ايّ مجال آخر عدى التّشجيع الرّياضي. ثمّ تأتي الطّامة الكبرى بصحافيّين يفتقدون أبسط مقوّمات الوعي البشري فيبثّون سموم التّعصّب و التّجييش الحقير للمشاعر بأقلامهم و أصواتهم فيسقون بذور الفرقة فقط ليجنوا هم المزيد من المال. كلّ هذه الملاحظات حقيقة أدّت الى مذبحة بورسعيد في مصر… و هي وقود لمأساة تنتظر الوقوع في بلادنا. 

يا شباب الالترا و السبرا و الكورڥا و البريڨاد والفايترز و الڥيكنڨ و غيرهم، لاحظنا بفرح تعليقات صفحاتكم ليلة البارحة على مذبحة بورسعيد، لاحظنا بأمل كيف دعوتم جميعا لنبذ العنف حتّى لا نفقد أيّا من أبنائنا هباءا و اعتباطا. ولكن… هل فعلا هو الدّرس؟؟؟ هل فعلا هي نهاية التباغض؟؟؟ هل ستحافظون على هذه الدّعوة حين تنهزم فرقكم في اللّحظات الأخيرة من المباراة؟؟؟ هل ستقبلون خسارة الألقاب و نصر منافسيكم؟؟؟ هل ستفكّرون ألف مرّة قبل شتم جماهير منافسيكم بأقذع النّعوت في المباريات المصيريّة؟؟؟ هل ستعتبرون خطأ الحكم داخلا في قانون اللّعبة و ان كان ضدّ فرقكم؟؟؟ هل ستلتزمون بضبظ النّفس ان بدأتكم الجماهير المنافسة بالاستفزاز؟؟؟ فكّروا قليلا في كلّ اللّحظات السّاخنة الّتي سيدفعكم اليها جنون الكرة و أجيبوا عن هذه الأسئلة. 

تذكّروا شيئا هامّا يا أبنائي، جلّ الفرق الرّياضيّة في بلادنا أسّست أوّلا لمواجهة المستعمر و اعلاء راية النّجمة و الهلال، جلّها أسّست لغاية الذّود عن تونس في كلّ ربوعها من بنزرت الى برج الخضراء. هل تعتقدون أنّ محمّد الزواوي أو جمال الدّين بوسنينة أو زهير العيّادي أو الشّاذلي بوجملة رحمة اللّه عليهم، كانوا سيأسسون الترجي و الافريقي و الصفاقسي و النّجم لو علموا أنّهم سيصبحون مصدر فرقة بين التّونسيّين. يأ مجموعات أحبّاء كلّ الفرق التّونسيّة هل تعتقدون أنّ مباراة كرة قدم تستحقّ أن يعود الواحد الى أهله في صندوق، هل تعتقدون أنّها تستحقّ دخول السّجن و بهذلة من يحبّكم جرّاء ذلك، هل تستحقّ أن تفجع عائلة تونسيّة في ابنها أو أبيها؟ هل تستحقّ أن يحقد تونسي على أخيه التّونسي؟ فقط تذكّروا باللّه عليكم أنّها لعبة لا غير، تذكّروا أنّها لعبة فلا تجعلوا نتيجتها بمثابة الشّرف، فشرف الرّجال في ما يقدّمونه لوطنهم و أهلهم و لا شيء غير ذلك. الى التّلاميذ منكم تذكّروا أنّ من قد تعادونه اليوم قد يصبح أعزّ أصدقائكم في الجامعة فهل ترضون العداء لأصدقائكم؟؟؟ الى الشباب منكم تذكّروا أنّ من قد تعادونه اليوم يحمل نفس آمالكم و طم
وحكم بل نفس أهدافكم في المساهمة في بناء هذا الوطن وقد يكون زميل عملكم يوما، فهل تقبلون العداء لهؤلاء؟ الى الجميع : ارحموا أهلكم ووطنكم من هستيريا اعتباطيّة لحدّ التّفاهة، ارحموا رياضة أحببناها فلا تحوّلوها الى مستنقع للحقد الأعمى فتحصل الكارثة و نقعد ملومين محسورين. 

نحن مجانين التّرجّي، نفديه بكلّ ما نملك، و لكنّنا نحمل لكلّ منافسينا الاحترام و التّقدير بل نحبّهم لأنّهم أوّلا و أخيرا اخوتنا في هذا الشّعب العظيم و جنود مثلنا لهذا الوطن الأعظم

عن هيئة تحرير الموقع
Ecrit par

Rechercher sur le site