Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

نهائي البطولة العربيّة :الفيصلي – الترجّي : 2- 3 | الدمّ و الذَّهَب يظفر باللّقب

فاز الترجّي الرياضي التونسي على الفيصلي الأردني بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين (2-3) في نهائي البطولة العربيّة للأندية البطلة الذي جمعهما على ملعب الإسكندريّة إثر مقابلة مُثيرة باحت بأسرارها في الوقت الإضافي بعد نهاية الوقت الأصلي على نتيجة التعادل 2-2. و كان الترجّي قد أخذ الأسباقيّة بهدفي سعد بقير (د 46 و 54) قبل أن يعود الفيصلي في مناسبتين عن طريق الزويّ (د 72) و بني عطيّة (د 88) ليختم الذوّادي مهرجان الأهداف في الحصّة الإضافيّة الأولى لصالح فريق باب سويقة (د 101).

عوّل البنزرتي على تشكيلة كان ينقصها هدّاف الفريق طه ياسين الخنيسي بسبب الإيقاف كما خيّر مدرَّب الترجّي ترك فخرالدين بن يوسف على دكّة البدلاء ليبدأ اللّقاء برسم 1-4-1-4 على النحو التالي : بن شريفيّة- مباركي، شمّام، الذوّادي، مشّاني- كوليبالي- الشّعلالي، البدري، ساسي، بقير- الجويني. بصافرة المصري إبراهيم نورالدين إنطلق اللّقاء ليشهد بداية لصالح الفيصلي الذي تحصِّل على مخالفتين جانبيّتين و ركنيّة في الأربع دقائق الأولى لم تكن خطيرة على دفاع الترجّي. مطلع الدقيقة الخامسة شهد ردّة فعل الأحمر و الأصفر بهجمات أسفرت بدورها على سلسلة من الركنيّات (د 5 و 8 و 13) إلى غاية الدقيقة 15 التي شهدت أوَّل فرصة حقيقيّة لأبناء البنزرتي حين إستلم الشعلالي الكرة في منطقة الفيصلي و سدّد لتعود له الكرة و يرفعا لبقير الذي صوّب بالرأس في يدي الحارس معتزّ. سيطرة الترجّي بدأت تتبلور بصفة جليَّة شيئا فشيئا فوق الميدان بقيادة البدري على الرّواق الأيسر و كذالك بصعود أكثر من ستّة لاعبين لإحداث التفوّق العددي في منطقة الفيصلي الذي دافع بشتّى الطّرق الى غاية الدقيقة 26 التي تحصِّل فيها الترجّي على الركنيّة الخامسة و التي تخلّلتها فرصتين، الأولى عن طريق كوليبالي بتسديدة رأسيّة فوق المرمى بقليل (د 19) ثمّ تلك التي أضاعها الجويني بكيفيّة غريبة حين تلقّى توزيعة من البدري لكنّ تصويبته كانت مُتلاشية رغم موقعه المناسب أمام المرمى (د 23). نسق البداية كان مُرتفعا خاصّة من جانب الترجّي الذي لم تُكلّل مجهوداته بهدف كان يبدو مُستحقّا نظرا للسّيطرة الميدانيّة طوال نصف السَّاعَة التي لم تُسجّل سوى فرصة وحيدة للفيصلي إثر ركنيّة نفَّذها دلدوم من اليمين نحو لوكاس الذي أجبر بن شريفيّة على التصدّي بصعوبة و كان ذلك في الدقيقة 21. الرّبع ساعة الأخير شهد إنخفاضا في النّسق في ظلّ الحرارة المرتفعة و نسبة الرّطوبة العالية ليشهد الشّوط الأوّل آخر فرصة للترجيّين كانت في مناسبتين عن طريق الذوّادي و الشعلالي في نفس العمليّة لكن دون تركيز (د 42) ليُرسل الحكم نورالدين الفريقين الى حجرات الملابس على نتيجة التعادل دون أهداف.

و على غرار لقاء نصف النّهائي، عاد الترجّي للشوط الثاني ليفتتح النتيجة أمام الفيصلي منذ الدقيقة الأولى عن طريق سعد بقير الذي إستغلّ قطع الكرة و تمريرة من الشعلالي ليُسدّد باليسرى و يغالط معتزّ (0-1) بتصويبة أرضيّة في الزاوية المعاكسة (د 46). نجاح الترجّي في منطلق النّصف الثاني للّقاء دعّمه بقير سريعا بهدف ثان (0-2) إثر مخالفة مباشرة غالطت مُعتزّ في زاوية صعبة (د 54). واقعيّة لاعبي الترجّي تجسَمت بعد التّعديل التكتيكي الذي قام به البنزرتي بين الشّرطين بتمركز الشعلالي في قلب الملعب بعد أن كان ينشط على الرّواق الأيمن طيلة الشّوط الأوّل فأصبحت الطريقة على شكل 1-2-3-4 مع التعويل على البدري و بقير في مساندة الجويني، فإفتكّ الترجّي منطقة وسط الميدان عاليا و سارع في حبك الهجمات بلمسة واحدة. الفيصلي الأردني لم يكن في ثوب ذاك الفريق العصيّ و هذا راجع الى حسن تنظيم و إنتشار الترجّيّين و إحكامهم غلق الأروقة التي تُمثِّل نقطة قوّة الفريق الأردني طوال الدّورة. بل أكثر من ذالك، كاد البدري أن يُثلّث النتيجة إثر تمريرة من ساسي لكن التّصويبة داخل المنطقة مرّت جانب القائم الأيمن لمرمى مُعتزّ (د 63) و كذالك الشّعلالي الذي راوغ بهاء و تقدّم ليُسدّد بقوّة خارج الإطار بعد تمريرة ذكيّة من البدري (د 65). منعرج اللّقاء، حسب رأينا، يتمثّل في إقدام البنزرتي على تغيير الشعلالي بفخرالدين بن يوسف مطلع الدقيقة 69. هذا التغيير الذي لا يعرف سرَّه إِلَّا الطّاقم الفنّي للترجّي أفقد التّوازن في المنطقة الوسطى للميدان ممّا سهّل المأموريّة للاعبي الفيصلي الذين أصبحوا يُهدّدون مرمى بن شريفيّة بكلّ وضوح في ظلّ تباعد خطّ الوسط عن رباعي الهجوم مع تقهقر كلّ من كوليبالي و ساسي الى الوراء تاركين المساحة لكلّ من يوسف و بني عطيّة للعب الكرات الطويلة القطريّة التي أربكت دفاع الترجّي. فكانت الفرصة الجدّية الأولى للمهاجم البولندي لوكاس الذي

أخطأت رأسيّته المرمى إثر رفعة من بني عطيّة (د 71) لينجح بعدها الزويّ في تذليل الفارق (1-2) إثر كرة طويلة من بهاء وصلت الى يوسف في الجهة اليسرى خلف شمّام ليمرّر لللّيبي دون رقابة ليضع الكرة في شباك بن شريفيّة (د 72). الفيصلي واصل في إستغلال تباعد الخطوط للترجّي و إعتمد الكرات العالية على غرار الرّفعة الطويلة لدلدوم و التي روّضها الزويّ لبني عطيّة الذي سدّد بقوّة على الطّائر محاذيا مرمى بن شريفيّة (د 76). أمام سيطرة الأردنيّين قرّر البنزرتي إجراء تغييرا ثان بإقحام فرانك كوم مكان بقير (د 79). دخول كوم قلّص نوعا ما من خطورة الفيصلي و عاد الترجّي ليُهدّد مرمى مُعتزّ لكن لا الذوّادي، على إثر ركنيّة (د 80) و لا الجويني بإرتمائة رأسيّة بعد توزيعة المباركي (د 82) إستطاعا تعميق الفارق. تقلّص مردود الترجيّين و رجوعهم المبالغ الى الوراء سمح للفيصلي بإعادة المسك بزمام اللّقاء و كان له تعديل النتيجة 2-2 إثر توزيعة من الجناح يوسف نحو بني عطيّة الذي غالط بن شريفيّة برأسيّة مُباغتة رغم محاولة حارس الترجّي (د 88). في أواخر الوقت الأصلي أضاع الجويني رأسيّة كادت أن تنهي المبارة لكن كُتب لها أن تمرّ للحصص الإضافيّة بعد ثلاث دقائق كوقت مُمدّد.

في الحصّة الأولى سقط لاعبو الترجّي في التسرّع فكانت توزيعات شمّام و بن يوسف تنقصها الدقّة و كذالك التّصويب من خارج المنطقة على غرار تسديدة شمّام و كوم التي أخطأتا المرمى (د 96 و 98) و حتى تسديدة الجويني الذي كان أمام المرمى لكنّه أرسل الكرة في الطّبيعة (د 99). الجديد جاء مع الدقيقة 101 حين تحصِّل الترجّي على مخالفة بالغ على إثرها دلدوم في الحافظة على الكرة رغم صفّارة الحكم فوقع في إلتحام عادي مع كوليبالي مَوَّه فيه دلدوم بالإصابة لكن الحكم أمر بتنفيذ المخالفة لتصل الكرة بسرعة الى كوم في موقع تبيّن مُتسلّلا بعد الإعادة ليُمرّر للذوّادي الذي غالط مُعتزّ (2-3) وسط إحتجاج لاعبي و مسؤولي الفيصلي. اللّقاء شهد أحداثا مُخزية و توقّف لأكثر من خمس دقائق ليعود مع التغيير الثالث للبنزرتي الذي أقحم المدافع الطّالبي مكان الجويني (د 105+4).

الحصّة الإضافيّة الثانية شهدت ظغطا من الفيصلي في محاولة لإدراك التعادل من جديد لكن دفاع الترجّي تماسك و أبعد كلّ المحاولات الأردنيّة بتشتيت الكرة و إرجاعها كيف ما كانت في أسلوب لا يرتقي الى مستوى الترجّي بكلّ صراحة لينتهي اللّقاء على إنتصار الترجّي 2-3. مُجرايات اللّقاء، خاصّة في شوطه الثّاني، كانت تنبئ بفوز سهل للترجّي بعد تقدّمه بهدفين لكن بعض الإختيارات الفنّية و كذلك هفوات الدفاع في المحاصرة و التّغطية آلت دون ذلك. على كلّ هنيئا للترجّي هذا اللقب الجديد الذي تحصِّل عليه على مدى خمس مباريات فاز فيها على كلّ منافسيه خلال ثلاثة عشر يوما في نسق مرهق دون الركون الى الرّاحة.

أ- مامي

Ecrit par

Rechercher sur le site