لأهلي – الترجّي : 2-2 | كان بالإمكان أفضل ممّا كان
17 septembre 2017
عاد الترجّي الرياضي التونسي بتعادل إيجابي بهدفين لمثلهما (2-2) من تنقّله الى مدينة الإسكندريّة أين قارع الأهلي المصري على ملعب برج العرب. و كان عبد الله السعيد قد إفتتح النتيجة للأهلاويّين من ضربة جزاء (د 10) قبل أن يُعدَّل الخنيسي (د 21) ثمّ أخذ الأسبقيّة عن طريق الشعلالي (د 48) ليعود المغربي آزارو بالأهلاويّين الى نتيجة التعادل (د 68).
التّشكيلة الأساسيّة للترجّي كانت على النّحو التالي : بن شريفيّة- المباركي، شمّام، الذوّادي و الطّالبي- كوم، كوليبالي، ساسي و الشعلالي- البدري – الخنيسي برسم 1-1-4-4.
أمّا الأهلي فقد نزل بتشكيلة تكوّنت من إكرامي في حراسة المرمى، فتحي، معلول، سمير و ربيعة في الدفاع، عاشور و السّوليّة في الإرتكاز، الشيخ، أجايي و السعيد في التنشيط الهجومي وراء آزارو كرأس حربة برسم 1-3-2-4.
انطلاق اللّقاء بصافرة السنغالي مالانغ شهد ضغطا رهيبا من أصحاب الأرض الذين أربكوا دفاع الترجّي بهرسلة متواصلة و عالية على حامل الكرة ممّا أدّى الى لخبطة و أخطاء في التمريرات كاد يستغلّها آزارو بعد توزيعة من الشيخ لم ينجح الطّالبي في قطعها لكن بن شريفيّة تصدَّى في مناسبتين لتخرج الكرة الى ركنيّة (د 6). قبل هذه المحاولة الخطيرة، كان الحارس بن شريفيّة قد خرج من المنطقة ليُبعد الكرة برجله نحو التّماس أمام نفس المهاجم إثر تمريرة ورائيّة خاطئة و كان ذلك مع مطلع الدقيقة الرّابعة. أخطاء الوسط و الدفاع تواصلت بصفة غريبة ممّا مكّن السّعيد من التمرير لآزارو بين المدافعين المحواريّين ليجد نفسه وجها لوجه مع بن شريفيّة ما دفع الطّالبي لعرقلته فكانت ضربة الجزاء و الإنذار لمدافع الترجّي (د 10). عبد الله السّعيد تولّى تنفيذ ركلة الجزاء بنجاح مُفتتحا النتيجة للأهلي (1-0) وسط فرحة جماهير ملعب برج العرب (د 11).
خطوط الترجّي كانت غير مُتماسكة و مُشتّتة الى أبعد الحدود مع نجاح الثنائي عاشور و السّوليّة في قطع الإمدادات على البدري و الخنيسي اللذان كانا معزولان عن بقيّة اللّاعبين. فجاء الخطر من جديد عن طريق توزيعة من اليمين لم ينجح آزارو في ركنها بالرأس رغم موقعه أمام بن شريفيّة دون رقابة (د 18).
الترجّي تحرّك بعد هذه الفرصة المصريّة لينال أوَّل ركنيّة إثر تصويبة من الخنيسي داخل المنطقة قطعها سعد سمير (د 19) فكانت بمثابة الرجّة التي افاقت أبناء البنزرتي. مردود الترجّي بدأ يتحسّن شيئا فشيئا ليتحصّل على ثاني ركنيّة بعد دقيقة واحدة على يسار الحارس إكرامي نفَّذها الشعلالي في القائم الأوّل نحو رأس الذوّادي الذي مرّر للخنيسي الذي وجد نفسه طليقا ليُغالط إكرامي بإنزلاقيّة أسكن بها الكرة في الشباك (1-1) أمام ذهول الأهلاويّين (د 21). الخنيسي كاد أن يُدعّم إستفاقة الترجّي بهدف ثانٍ إثر عمليّة جماعيّة لكن تصويبته القويّة داخل المنطقة لم تغالط إكرامي الذي تصدَّى للمحاولة بكلّ يقضة (د 24). إستفاقة الترجّي لم تدم إِلَّا ستّة دقائق ليعود الأهلي الى الضغط و يتحصّل على ركنيّة (د 28) أبعدها بن شريفيّة. بل عادت الأخطاء الدفاعيّة من جديد خاصّة في محور الدفاع ليُمرّر آجايي كرة خطيرة لآزارو الذي أخطاء المرمى رغم موقعه المناسب (د 33). الأهلي حاول عن طريق التصويب من خارج المنطقة على غرار تسديدة الشيخ القويّة و التي مرّت عالية بقليل (د 36). بعد هذه المحاولة إنحصر اللّعب في وسط الميدان دون خطورة تُذكر من الجانبين مدّة عشر دقائق حتّى أعلن مالانغ عن دقيقتين كوقت مُمدّد تحصِّل خلالها الترجّي على مخالفة يمين الملعب نفَّذها شمّام داخليّة لكن الطّالبي أخطاء التّصويب (د 45+1) لينتهي الشّوط الأول على التعادل 1-1
بعد الرّاحة بين الشوطين عاد الفريقين دون تغيير في التّشكيلة و كانت المُبادرة بالهجوم من الترجّي تحصِّل على إثرها البدري على مخالفة تبعد 22 مترا في الزاوية اليسرى للمنطقة (د 47). تقدّم الشعلالي للتنفيذ و سدّد في أعلى المرمى مُغالطا إكرامي (1-2) رغم مسكه للكرة لكنّها أفلتت منه لتدخل الشباك أمام بهتة الجميع (د 48). بعد الهدف الثّاني للترجّي سارع مدرّب الأهلي، حسام البدري، بإجراء أوَّل تغيير بإشراك وليد سليمان مكان أحمد الشيخ (د 51). رسم الأهلي لم يتغيّر لكن دخول سليمان على الجناح الأيسر مكّن أجايي من أخذ الرّواق الأيمن أين عاضده علي معلول في العمليّات الهجوميّة من جانب شمّام. فكانت المخالفة الأولى نفذها معلول مُقوّسة أبعدها الطّالبي بالرأس (د 57) تلتها ركنيّة على يمين بن شريفيّة لم تأتي بالجديد (د 60). حسام البدري قام بالتغيير الثاني مطلع الدقيقة 61 بإدخال المهاجم صلاح جمعة مكان متوسّط الميدان حسام عاشور ليُصبح الأهلي يلعب برسم 2-3-1-4 مع الإعتماد على آزارو و أجايي كرأسي حربة و الثلاثي سليمان و جمعة و السّعيد في التنشيط. ضغط الأهلي أصبح واضحا مع تراجع الكُتلة الدفاعيّة للترجّي بصفة مُبالَغ فيها فتتالت المخالفات يميناً و يسارا مع تعدّد الرّكنيات للأهلاويّين. فبعد المخالفة على يسار بن شريفيّة نفَّذها معلول و أرجعها الدفاع (د 65) جاءت مخالفة أخرى على يمينه مطلع الدقيقة 67، إختارها البنزرتي ليقوم بتغيير ساسي بفخرالدين بن يوسف. تنفيذ المُخالفة من صلاح جمعة شهد بهتة دفاعيّة آلت الكرة الى ربيعة الذي حوّل وجهتها في القائم الثاني بأعلى ذراعه ليتصدّى بن شريفيّة أوّلا وأرجع الكرة أمام آزارو دون مراقبة مُعدّلا النتيجة (2-2) بتسديدة في مرمى شاغر (د 68). باقي ردهات اللّقاء شهدت سيطرة مطلقة للأهلي في نسق لم يعد عديد اللّاعبين من الترجّي قادرين على مُجاراته خاصّة البدري و الشعلالي و الخنيسي. رغم هذا الإرهاق الواضح لم يرى البنزرتي ضرورة للتغيير بل مدرّب الأهلي هو من قام بتغيير ثالث بإقحام عماد متعب مكان أجايي (د 77)
فكانت فرصة جديدة للأهلي عن طريق آزارو الذي تابع كرة طويلة من السّوليّة لكن بن شريفيّة سبقه و استحوذ على الكرة في الوقت المناسب (د 78). فوزي البنزرتي لم يكن ليقوم بأيّ تغيير على ما يبدو إِلَّا إصابة الخنيسي أجبرته على تعويضه بالجويني في الدقيقة 79. ثمّ إنتظر مدرّب الترجّي مطلع الدقيقة 84 ليُقحم بقير مكان بدري المُرهق بدنيّا. صمود الترجّي أمام محاولات الأهلي عن طريق الكرات الثّابتة قابله إستفاقة طفيفة كادت أن تُكلّل بهدف لو أحكم بقير تصويبته بعد تحضير من الجويني على مشارف منطقة الدفاع الأهلاوي (د 88) و كذلك لو ركَّز الجويني أكثر عند التسديد بعد عمل كبير من بن يوسف في أوَّل الوقت الممدّد الذي قدّره الحكم بخمس دقائق لينتهي اللّقاء على التعادل 2-2
هي في الواقع نتيجة جدّ إيجابيّة بالنظر الى إسم النّادي الأهلي و عراقته على المستوى القارّي لكن حسرة الترجيّين تكمن في الحذر الكبير الذي إنتهجوه و التّقهقر الى الوراء خاصّة في الشّوط الثاني بعد تسجيل هدف التقدّم بصفة مُبكّرة بعد العودة من حجرات الملابس. على كلّ نأمل أن نشاهد مردودا أفضل في مبارة العودة السَّبْت المقبل لأنّ الأهلي و رغم إستخواذه على الكرة لم يكن بالخطورة الكبيرة على دفاع الترجّي بل الترجّي هو من أتاح له الفرصة لتهديده بتوخّيه الحذر المُفرط.
نشير في آخر التقرير أنّ الحكم مالانغ كان قد رفع الإنذار لكلّ من الطّالبي و الشعلالي من الترجّي و فتحي و سليمان من جانب الأهلي.
