Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

على موقع « آخر خبر أون لاين » : و من الأقزام ما قتل

 جاء في مقال نُشر على موقع « آخر خبر أون لاين » بإمضاء المسمّى « رامي » ما قد يعتبره البعض من أمثاله قراءة مُجرّدة للأحداث التي دارت حول إستقالة السيّد حمدي المدّب من رئاسة الترجّي الرياضي. وبما أنّ كلّ قراءة تستدعي الفهم وجب على الكاتب أن يكون على دراية بما يتناوله حتّى يكتسي مقاله حدّ أدنى من الموضوعيّة و خاصّة الكثير من المصداقيّة. فإن غابت هذه العناصر فيصبح الكلام كلاما صبيانيّا سخيفا و لا يرتقي الى منزلة الصّحافة المرموقة. فلربّما إرتئى صاحب القلم، في موضوع إستقالة رئيس الترجّي من منصبه، فرصة لإعتلاء منصّة الكبار و إستجلاب الإهتمام « لجرؤته » و « لدقَة بصره »…وهذا على حساب أعرق نادي تونسي

يقول « رامي » أنّ محاولات إثناء حمدي المدّب على الإستقالة و خاصّة منها تدخّل رئيس الجمهوريّة تُمثِّل إساءة للترجّي و للرياضة و للسياسة و يصف الأحداث بالحركات البهلوانيّة مُعتبرا السيّد حمدي المدّب رجلا عاديّا رغم إعترافه، بصفة مُبطّنة، بعراقة الترجّي الرياضي.

طبعا مثل هذا الحديث يدلّ على أشياء عدّة واضحة بين الأسطر و هي تجمع بين الجهل و الحقد و مركّب النّقص المرضي. كيف لا وهو يعلم، و لكنّه يتجاهل، مكانة الترجّي و شعبيّته عبر التاريخ و مدى تأثيره على الصّعيدين الرياضي و الإجتماعي. التاريخ يشهد بأنّ ولادة الترجّي كانت في خضمّ تحرّكات نظاليّة على مستوى الهويّة الرّياضيّة و الإجتماعيّة، و أنّ من هذا المنطلق أصبح الترجّي الرياضي رمزا وطنيّا بلغت رمزيّته أعلى المراتب ما أحظاه إعلان الزعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة كرئيس شرفي للنّادي. فهل يفقه هذاالمُسمّى « رامي » أبعاد هذا اللّقب على أعلى مستوى في الدّولة ؟ و هل يفقه حتّى رمزيّة إسم « الدّولة » الذي إلتصق بالترجّي منذ زمن لم يولد فيه بعد ؟

أخيرا، هل هو واع حقّ الوعي بحجم شعبيّة « الدّولة  » التي تكتسح شرائح و مناطق عديدة يوما بعد يوم ؟

هذه إجابة على تساؤلاته حول الضجّة الإعلاميّة و الهالة الكبرى التي رافقت إستقالة السيّد حمدي المدّب.

أمّا على مستوى الشخص، الذي يراه « رامي » عاديّا و أنّه إنتهى من خلال الهبّة الكبيرة التى جاءت من كلّ الأطراف، فالواضح أنّ « رامي » يفوق حمدي المدّب على كلّ المستويات، نجاحا و شُهرة و مالا و أعمالا و الأهمّ من هذا كلّه هو أنّ حمدي المدّب قاد الترجّي نحو التألّق بإحرازه أربعة عشر لقبا محلّيا و إقليميًّا و عربيًّا و قارّيا حتّى يصِفه بالعادي. رغم كلّ هذا الإمتياز يأتي صبيّا « في غفلة الجميع » و يصف المدّب بالعادي الى أبعد الحدود…أليس كذلك ؟

المؤسف أنّ « رامي » كان و لا زال يعتقد أنّه كتب مقالا « حدث » و أنّه سوف يُعانق السحاب بمثل هذه الفطنة ». إن كان حمدي المدّب رجلا عاديا فما أحوجنا لعشرات مثله. إن كان من يترأس الترجي لعشرة سنوات و يتفانى بالبذل و العطاء من صحَّته و وقته حُبّا في ألوان فريقه الذي ترعرع فيه شخصا عاديا فما أحوج جميع الأندية لشخص عاديّ مثله.

الحقيقة هي أنّ « رامي » مريض، مريض ممّا إسمه الترجّي و حاقد، حاقد على من هو ناجح في تسيير أصعب نادي و أكثرهم شعبيّة على الإطلاق. شأنه شأن كلّ من هو سلبي في زمن الحريّة. مرض و حقد و هستيريا لا يعرفها إِلَّا الأقزام.

أ- مامي

 
Ecrit par

Rechercher sur le site