Esperance-de-Tunis.net
Toute l’information sur le doyen des clubs tunisiens

حقائق أون لاين | الترجي الرياضي في البطولة العربية: غنيمة مالية … وفوائد فنية

على هامش مشاركة الترجي الرياضي في البطولة العربية: غنيمة مالية … وفوائد فنية

بقلم : فيصل الفزاني

عاد الترجي الرياضي ليلة الاثنين إلى تونس بعد مشاركة موفقة وناجحة في البطولة العربية على المستويين المالي والفني على حد السواء، فتتويج شيخ الأندية التونسية بالتاج العربي درّ على الفريق مبلغ مليونين ونصف دولار أي حوالي ستة مليارات ستمكّن المسؤولين من تغطية المصاريف اللازمة التي يؤمّنها النادي لفرع أكابر كرة القدم..

لقد كانت هذه البطولة بلا منازع الدورة  » الأغلى  » على الصعيدين العربي والإفريقي من خلال مبلغ كبير في ظرف وجيز لا يتعدى 15 يوما وتكفل الإتحاد العربي كذلك بمصاريف التنقل بالطائرة والإقامة في أفخم نزل جمهورية مصر العربية ومن هنا نفهم رغبة وحرص الترجيين على المشاركة فيها على الرغم من توقيتها غير المناسب وكذلك وقفتهم إلى جانب فريقهم طوال هذه الفترة وفي مقدمتهم رئيس النادي حمدي المدب الذي كان دائم الحضور مع الوفد وفي الحصص التدريبية لتحفيز اللاعبين وتشجيعهم وحثهم على تحقيق الإنتصار تلو الآخر حتى يغنم النادي الجائزة الأهم والمبلغ الأكبر المرصود في هذه الدورة…

إذا كانت البطولة العربية مجدية ومثمرة بالنسبة لشيخ الأندية التونسية على المستوى المالي، لكن الفائدة من المشاركة في هذه التظاهرة لم تقتصر على الجانب المالي بل شملت كذلك الناحية الفنية من كل جوانبها وعلى مختلف مستوياتها.

عبارة عن تربص مغلق خارجي.. ولقاءات تحضيرية ذات نسق عال

بصورة عامة فإن البطولة العربية التي نزل عليها الستار مساء الأحد بتتويج الترجي الرياضي تعتبر بمثابة التربص المغلق الخارجي في فترة التحضيرات الصيفية مشفوعة بمقابلات ذات نسق عال من شانه أن يعدّ المجموعة كأفضل ما يكون للموسم الكروي المقبل خصوصا وأن الإطار الفني للأحمر والأصفر شرّك خلال هذه الدورة أكبر عدد ممكن من اللاعبين ( 22 من 24 لاعبا مرسما بالقائمة العربية)…

لذا لن يكون المسؤولون مضطرين على صرف الأموال من أجل إقامة تربص مغلق مكلف سواء في تونس أو خارجها ولن يجري الإداريون وراء الأندية الأخرى لتنظيم المقابلات الودية الضرورية في مثل هذه الفترة وهكذا إذن ضرب فريق باب سويقة أكثر من عصفور بحجر واحد.

لاعبون استفادوا من الدورة.. آخرون أكدوا وثبّتوا أنفسهم.. وصف ثالث لا يصلح لفريق كبير

إضافة إلى كونها شكلت فرصة سانحة لإعداد الموسم المقبل وكذلك الإلتزامات القادمة وفي مقدمتها الأدوار الأخيرة لرابطة الأبطال الإفريقية فإن البطولة العربية  أفادت الإطار الفني كثيرا على مستوى تقييم زاده البشري ومعرفة قدرة كل لاعب على إفادة الفريق في المستقبل..

من هذه الناحية كانت النتائج التقييمية متنوعة بين ثلاثة أجزاء أو مستويات ، فهناك صنف أول من اللاعبين الذين استفادوا من هذه الدورة لكسب نسق المقابلات والإقتراب من مستواهم الحقيقي الذي يسمح لهم بتقديم الإضافة للترجي الرياضي وفي مقدمة هؤلاء الكاميروني فرانك كوم الذي يعتبر المستفيد الأكبر من البطولة العربية من جانب التحضير البدني والإستعداد لافتكاك مكانه كأساسي من خلال المشاركة في اللقاء الثالث بأكمله ضد الهلال السعودي وبعض فترات اللقاءات الأخرى وقد كان هذا اللاعب حاسما في الدور النهائي بما أن التمريرة الأخيرة التي أفرزت هدف التتويج خرجت من أقدامه الشيء الذي جعل بعض الترجيين بأن الكاميروني  » خلّص حق انتدابه  » بمشاركة فعالة في فوز الأحمر والأصفر باللقب…

المستفيد الثاني هو هيثم الجويني الذي كان في حاجة ماسة إلى اللعب ورفع النسق وتحسين لياقته البدنية ووجد في هذه البطولة الفرصة المواتية لتأمين ذلك، وأكيد أن فائدة هذه الدورة ستظهر في المستقبل القريب.

هؤلاء أبدعوا وتألقوا وثبتوا أنفسهم

كل اللاعبين المتعوّدين على الظهور في التشكيلة الأساسية باستمرار منذ الموسم القادم قدموا ما كان مطلوبا منهم وتغلبوا عن الإرهاق بالكثير من التضحيات لكن البعض منهم أبدعوا وأقنعوا وثبتوا أنفسهم وأثبتوا كذلك أنهم الركائز الكبيرة للترجي الرياضي ، وهنا نذكر فوسيني كوليبالي في المقام الأول حيث كان بلا منازع أفضل لاعبي الأحمر والأصفر  في هذه الدورة واضاف الكثير على المستويين الدفاعي والهجومي، ونذكر بعده علي المشاني الذي كان صمام الأمان في الخط الخلفي والمنقذ في العديد من الكرات والمتفوّق بصفة تكاد تكون كاملة على منافسيه المباشرين في الحوارات الثنائية، إنه  » ليبيرو  » تونس القادم بخطى ثابتة…

نذكر أيضا غيلان الشعلالي  » جوكير  » و » رئة  » الفريق ككل وليس خط الوسط فحسب من خلال العمل الذي يقوم به على أكثر من صعيد والتواجد باستمرار في مكان الكرة بما يضمن التفوق العددي سواء للتغطية الدفاعية أو لبناء الهجمة هذا علاوة على قدرته على اللعب في كل مراكز وخطط وسط الميدان مع تولّيه دور ظهير أيمن في أصعب مباراة لعبها الترجي الرياضي في البطولة العربية وكانت ضد الفتح الرباطي المغربي في الدور نصف النهائي…

لا ننسى كذلك أنيس البدري الذي كان أفضل لاعب في الخط الأمامي في هذه البطولة سواء بمراوغاته وتوغلاته المحدثة للخطر أو بتمريراته الحاسمة أو بأهدافه أو بحصوله على المخالفات وضربات الجزاء التي صنع بها الفريق الفارق في بعض اللقاءات، فكان حاسما بشكل كبير ومساهما فعالا في النتائج الإيجابية…

إيهاب المباركي هو الآخر مفيد وحاسم إلى ابعد الحدود في التشكيلة الترجية وهو من اللاعبين الذين يعوّلون كثيرا على الفنيات والذكاء والنضج التكتيكي لتأمين دوره وتقديم الإضافة فيه ، هو ركيزة ثابتة ومؤثرة في الترجي الرياضي ويترك غيابه في كل مرة أثرا كبيرا وواضحا على آداء ومستوى الأحمر والأصفر…

ولا نستثني المهاجم رقم واحد وهداف الفريق طه ياسين الخنيسي من هذه القائمة، فهو صاحب الأهداف الحاسمة وهو أيضا مقلق خطوط الدفاع بضغطه المتواصل وفتح الثغرات والمساحات أمام زملائه، هو رأس الحربة الأفضل والأبرز في بلادنا وهو قائد هجوم الترجي الرياضي بدون منازع وكان غيابه مؤثرا في الدور النهائي خصوصا وأن معوّضه الجويني لم يكن جاهزا بدنيا مائة بالمائة لتأمين نفس الدور.

بغير بطل النهائي.. والذوادي صاحب الأهداف الحاسمة

نأتي إلى الحديث عن الدور النهائي الذي مكّن الترجي الرياضي من التتويج باللقب وأفرز لنا شيئين اثنين، الأول يخص سعد بغير الذي يعتبر بطل النهائي بهدفيه الرائعين من جهة وبمستواه الممتاز من جهة أخرى الشيء الذي جعل بعض الملاحظين يرون ويقرون أن هذا اللاعب قدم يوم الأحد المنقضي أفضل مباراة له منذ قدومه إلى الترجي الرياضي من خلال إضافة واضحة وتسديدتين حاسمتين…

الثاني يخص شمس الدين الذوادي الذي لقبه الترجيون بصاحب الأهداف الحاسمة التي تصنع الإنتصارات وتفتح أبواب التتويجات، سجل هدف التتويج العربي واختطف في بلاي أوف الموسم الفارط هدفا يعتبره الترجيون  » هدف البطولة  » وكان ضد النادي الصفاقسي في الجولة قبل الأخيرة وفي أواخر المباراة، هذا ولا بد من التذكير بأن  » الشامو  » سجل عدة أهداف في الدربيات كانت حاسمة ومكنت الترجي الرياضي من صنع الفارق أمام جاره.

مصير قادم مجهول

الصف الثالث من اللاعبين الذين يكوّنون مجموعة فريق الأكابر يضم العناصر التي لم تستغل مشاركتها في هذه البطولة لتدارك وضعها وفشلت في الظهور بالمستوى الأدنى المطلوب الذي يؤهلها إلى الإنتماء إلى فريق كبير مثل الترجي الرياضي لا مكان فيه للاعبين المتوسطين العير قادرين على تقديم الإضافة وإفادته…

نعتذر هنا عن تقديم الأسماء احتراما لهم لكن كل الترجيين يعرفونهم جيّدا ، بل أكثر من ذلك فهم مرسمون عند الإطار الفني ضمن قائمة اللاعبين غير المفيدين وغير المجديين للفريق ولا مانع إذن في تسريحهم وإخلاء سبيلهم عند توفر الفرصة.

Ecrit par

Rechercher sur le site